فاس: محمد الزوهري
جرى، أمس الثلاثاء، تحرير أحد الأشخاص بدوار «القيطون» نواحي مدينة وزان، من القيد الذي لازمه منذ حوالي ربع قرن، بعد أن عمد أقاربه إلى تكبيله بسلسلة حديدية داخل حجرة معزولة وهامشية بمسكن الأسرة.
وجاء فك القيد عن هذا المواطن، البالغ من العمر 51 سنة، بعد تدخل «الجمعية المغربية لمناهضة العنف والتشرد» بفاس، التي تم إشعارها هي الأخرى من طرف بعض أهالي الدوار. وأطلعت رئيسة الجمعية الوكيل العام للملك باستنئافية القنيطرة ووكيل الملك بابتدائية وزان على الموضوع، فأصدرا أمرا للضابطة القضائية بفتح تحقيق في الموضوع، ما جعل أفرادا من الدرك الملكي بمركز «سيدي رضوان» رفقة عون سلطة ينتقلون على الفور صحبة رئيسة الجمعية ذاتها إلى دوار «القيطون»، ليتم في حدود منتصف النهار «اقتحام» المسكن المعلوم، والعثور بداخله على المواطن المعني في حالة يرثى لها، بعد أن تم تكبيله في ظروف غامضة منذ 25 سنة، بداعي أنه مريض نفسيا، رغم أن أهله حاولوا علاجه في أكثر من مرة، غير أن المصالح الطبية المحلية «رفضت متابعة حالته، أو إحالته على المستشفيات المتخصصة»، بحسب تصريحات والده البالغ من العمر حوالي 75 سنة.
وأوردت أسماء قبة، رئيسة الجمعية، في اتصال هاتفي مع «الأخبار»، أن الشخص المحتجز بمجرد ما رأى غرباء يقتحمون عليه خلوته، حتى بدا «منشرحا وراغبا في فك قيده، دون أن يصدر عنه أي سلوك عدواني»، مؤكدة أن المحل الذي احتجز فيه، «وُجِد في حالة جد سيئة، بسبب انبعاث روائح كريهة منه وتراكم النفايات بداخله، بعدما ظل الشخص المعتقل يقضي حاجاته الخاصة في ثيابه». ووفق شهادات بعض أهالي الدوار الذين كانوا على علم بهذا الاحتجاز، بمن فيهم عون السلطة المحلية، فإن الشخص المعني كان «ودودا، ولاعب كرة قدم ويتميز بذكاء خارق»، قبل أن يقرر والده تكبيله مباشرة بعد إصابته بأعراض نفسية قاهرة، لكي لا يظل حسبه «مصدر إزعاج للأسرة وباقي سكان البلدة».
وبمجرد تحريره أول أمس، جرى نقله إلى مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بمدينة تطوان، وهناك رفضت الأطر الطبية به استقباله في بداية الأمر، بدعوى غياب مكان شاغر له، قبل أن يتم قبوله في آخر المطاف، بعد اتصالات هاتفية مع إدارة المستشفى.