شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمعمدن

تحركات لحماية واحات طاطا من الحرائق

 

 

بعد حريق أتى على مئات الأشجار من النخيل والمزروعات المعاشية

 

 

طاطا: محمد سليماني

 

سارع مجموعة من المتدخلين والمنتخبين إلى النزول إلى منطقة تمنارت التابعة لإقليم طاطا والتي عاشت، قبل أيام، على وقع حريق مهول أتى على مئات الأشجار من النخيل، وأتلف مساحات كثيرة من المزروعات المعاشية والمخصصة لأعلاف الماشية.

وبحسب المعطيات، فقد تفاجأ جميع المسؤولين والمنتخبين الذين حجوا إلى عين المكان من هول الكارثة التي حلت بالمنطقة، وأتت على أرزاق السكان، في مشهد مأساوي حول أشجار النخيل الباسقات وفسائلها الصغيرة إلى رماد، وتوشحت معه الأرض والمكان بالسواد.

وفي هذا الصدد كشف كريم أشنكلي، رئيس مجلس جهة سوس- ماسة، تضامنه المطلق مع سكان واحة إغير بجماعة تمنارت، وخاصة المتضررين منهم من هذه الكارثة، كما وجه، في الآن نفسه، الشكر إلى السلطات المحلية والوقاية المدنية والجماعات والسكان، وكل العاملين على إخماد هذا الحريق المهول. وأعلن أشنكلي أن مجلس الجهة سيعمل، بمعية كافة المتدخلين في ميدان تنمية الواحات، لاتخاذ ما يلزم لتفادي مثل هذه الكوارث والحفاظ على التوازن البيئي لهذا المورد الطبيعي بما يضمن التنمية المستدامة.

وفي السياق نفسه، حل بمكان الحريق النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة حسان التابي، مرفوقا بعبد الهادي تاضومانت، رئيس المجلس الإقليمي، وعمر بوهوش رئيس جماعة تمنارت، وذلك قصد الوقوف عن كثب على حجم الأضرار والخسائر التي خلفتها هذه الكارثة البيئية، والعمل مع كافة المتدخلين للحيلولة دون تكرارها والحد من آثارها المدمرة للواحة.

وإلى حدود الساعة لم يعرف بعد مستوى تدخل الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، باعتبارها مؤسسة عمومية موكولة إليها، حسب القانون المنظم، مهمة حماية وتنمية مناطق الواحات.

وكانت النيران التهمت، صباح يوم السبت الماضي، مئات أشجار النخيل وحولتها إلى رماد، مخلفة بذلك خسائر مادية جسيمة. وبحسب بعض المعطيات، فقد اندلع الحريق صباحا في ظروف غامضة، ولم تتكشف ألسنة اللهب لدى السكان القريبين من مكان الحريق، إلا بعد أن تصاعدت الأدخنة في السماء وامتدت عبر مئات أشجار النخيل التي تشكل مصدر عيشهم.

وتتكرر الحرائق بواحات تمنارت بشكل مستمر، على الأقل مرة واحدة كل سنة، ما يطرح السؤال حول أسبابها ومدى فعالية كل التدخلات الممكنة لحماية هذه الواحات، إذا كانت الحرائق تتكرر باستمرار. وفي هذا السياق، سبق لعزيز أخنوش، خلال الولاية الحكومية السابقة، أن أعلن عن إطلاق برنامج لإعادة غرس 80 هكتارا من أشجار النخيل بإقليم طاطا، وخصوصا بجماعة تمنارت التي أتلفت الحرائق حينها مساحات شاسعة منها.

وكشف وزير الفلاحة، خلال لقاء عقده مع منتخبين وفعاليات مدنية وجمعوية من إقليم طاطا بمقر الوزارة، عن أن هذا البرنامج سيعرف طريقه نحو التنفيذ قريبا، وذلك عبر عدة تدابير تهم بالخصوص إطلاق برنامج لتوزيع الشعير على الفلاحين المنتجين المتضررين، وبدء أشغال التنظيف بالدائرة الفلاحية المعنية، وإعادة غرس أشجار النخيل المتضررة والتي لا يمكن استعادتها بشتائل جديدة من طرف مصالح الوزارة. كما يهم البرنامج، الذي تم الإعلان عنه خلال الاجتماع الذي حضره رئيس جهة سوس- ماسة والمدير العام لوكالة تنمية مناطق الواحات والأركان ابراهيم حافيدي، وممثلون عن قطاعي الفلاحة والمياه والغابات، إطلاق برنامج للسقي في المنطقة المتضررة لإعادة إحياء الواحة، وتنفيذ برنامج لتهيئ المسالك المؤدية للواحة وتسهيل ولوجها.

ومن أجل تفعيل ذلك، حث وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات السابق، المصالح المختصة، على القيام بدراسة إنشاء واحات نخيل جديدة قابلة للتوسع بمساحة 1500 هكتار في الإقليم، وهو المشروع الذي يهدف إلى توفير فرص جديدة للتنمية وخلق أنشطة مدرة للدخل للساكنة المحلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى