جمعيات طالبت بتقنين زراعة البطيخ الأحمر
محمد وائل حربول
خرج عدد من الحقوقيين المدافعين عن البيئة بإقليم زاكورة لدق ناقوس الخطر بسبب ما يشهده الإقليم من جفاف أثر كثيرا على المنتوج الفلاحي، خاصة في ما يتعلق بالواحات الكبيرة الموجودة داخله، وذلك بسبب الاستنزاف الكبير الذي شهدته الفرشة المائية خلال العقد الأخير، إضافة إلى عدم تساقط الأمطار بشكل منتظم لما يقارب ثماني سنوات، ما جعل عددا من صغار الفلاحين يقررون التخلي بصفة نهائية عن هذا النوع الفلاحي الذي تتميز به المنطقة.
واستنادا إلى المعلومات التي تحصلت عليها «الأخبار» في هذا السياق، فإن واحات درعة بإقليم زاكورة عاشت وتعيش سنوات جفاف قاسية لمدة زادت على سبع سنوات من 2014 إلى 2022، حيث، ورغم هذا لم يتم اتخاذ أي إجراءات لمواجهة شبح الجفاف والحرائق والتغيرات المناخية على الإنسان والمجال. وبالأرقام، وخلال هذه السنوات العجاف، لم تتعد التساقطات المطرية السنوية 30 ملم فيما ارتفعت درجة الحرارة بشكل مهول، خاصة في فصل الصيف بزائد 0.5 إلى 1 درجة.
وحسب المعلومات ذاتها، فقد ارتفعت نسبة التبخر لتصل إلى 1500 ملم وزادت نسبة زحف الرمال من 200 إلى 1000 هكتار، حيث أدى هذا الوضع برمته إلى تراجع المخزون المائي بشكل غير مسبوق، إذ إن المياه السطحية بسد المنصور الذهبي تراجعت بشكل خطير وحقينته اليوم لا تتعدى 10 في المئة، زائد نسبة التوحل 20 بالمئة، حيث صار من الطبيعي أن تتوقف طلقات هذا السد الذي يسقي 26 ألف هكتار من حقول النخيل بواحات درعة.
وفي هذا الصدد، قال جمال أقباب، رئيس جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة، إنه أمام هذا الواقع كان من الممكن الاعتماد على المياه الجوفية كمخزون احتياطي، والرجوع إليها لإنقاذ الموقف بعد نضوب المياه السطحية، ولكن المياه الجوفية تم استنزافها بشكل ممنهج عن طريق تشجيع زراعة دخيلة على الواحات وغير مستدامة ومستنزفة للمياه الباطنية منذ سنة 2008، مضيفا أن الجفاف وشبح التغيرات المناخية والبطيخ الأحمر جميعها ظواهر أدت إلى كارثة بواحات درعة، وإلى هلاك واحات أشجار النخيل بشكل دراماتيكي حيث تحولت إلى مقابر وأطلال.
وأضاف المتحدث ذاته أنه، و«بالرغم من هذا الوضع الكارثي والمأساوي لم يتخذ المسؤولون أي إجراءات لمواجهة شبح الجفاف والحرائق والتغيرات المناخية، ولم يتفاعلوا مع نداء اعتبار إقليم زاكورة منطقة جافة ومنكوبة لأن من شأن ذلك أن يثير اهتمام السلطات المركزية والجهوية للتدخل لإنقاذ الموقف في إطار برامج ومشاريع لتهيئة الواحات ومواجهة الحرائق ودعم الفلاحين وإنجاز منشآت مائية».
واعتبر الفاعل ذاته أن «المسؤولين بإقليم زاكورة غير واعين بخطورة الجفاف والحرائق والتغيرات المناخية، وهم بذلك يضعون رؤوسهم في الرمال حتى تمر العاصفة»، معتبرا أن «الوضع كارثي وسيؤدي حتما إلى توترات اجتماعية وسيعيد إلى الواجهة شبح العطش»، مطالبا عامل الإقليم، باعتباره منسق جميع المصالح الخارجية، بأن «يتحمل المسؤولية الكاملة في هذا الوضع الصعب»، داعيا إياه إلى تدارك الموقف والتفاعل مع كل الشكايات المرفوعة إليه في هذا الصدد.