طانطان: محمد سليماني
قررت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات- قطاع الصيد البحري منع صيد أسماك القرب “الكوربين” على طول السواحل الوطنية في إطار راحة بيولوجية لمدة شهر كامل، وذلك بدءا من فاتح دجنبر إلى غاية 31 منه.
وفي هذا الصدد أخبرت مندوبيات الصيد البحري بجميع المدن الساحلية، جميع البحارة وأرباب المراكب والقوارب أن صيد هذا النوع من الأسماك خلال فترة الراحة البيولوجية يعتبر مخالفا للقانون، وستترتب عنه إجراءات زجرية قانونية.
ويأتي اعتماد فترة راحة بيولوجية خاصة بأسماك القرب (الكوربين) في إطار مخطط تهيئة مصيدة هذا النوع من الأسماك على طول السواحل الوطنية، وذلك لحمايتها من الاستنزاف، طبقا لقرار وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات رقم 543.24 الصادر بتاريخ 20 أكتوبر 2023 المتعلق بمخطط تهيئة وتدبير مصيدة سمك القرب (الكوربين).
ويهدف هذا القرار إلى وضع مخطط تهيئة وتدبير مصيدة سمك القرب بالمياه البحرية المغربية من أجل تحسين الإنتاجية البيولوجية للمخزون، عبر ضبط الوفيات الناشئة عن الصيد والحفاظ على الصغار بما يضمن الحفاظ على مستوى المنتج في مستوى مستدام، وتحسين المنافع الاجتماعية والاقتصادية المتأتية من هذه المصيدة على طول السواحل الوطنية.
وفي هذا السياق فقد كانت الوزارة الوصية، قد أصدرت قرارا وزاريا يحمل رقم 1/23 الصادر بتاريخ 12 أكتوبر 2023، الكوطا الخاصة بمصيدة “الكوربين” في 1297 طنا، موزعة ما بين أساطيل الصيد البحري الثلاثة، بالنسبة لحجم أسماك مسموح بترويجه في الأسواق، والذي يتجاوز حجمه 70 سنتيمترا، والذي يعتبر مرحلة تجريبية فقط. وحسب القرار، فقد تم تقسيم السواحل الوطنية إلى ثلاث وحدات بحرية؛ الأولى تمتد من بوجدور حتى الداخلة، والثانية ما بين العيون وأكادير، فيما الوحدة الثالثة بشمال منطقة إمسوان (ضواحي أكادير). وقد حدد القرار الوزاري الكمية المخصصة لكل صنف من أساطيل الصيد بكل وحدة بحرية، ذلك أن مراكب الصيد التقليدي، خصص لها كوطا محددة في 276 طنا، منها 176 طنا للمراكب العاملة بالوحدة الأولى ما بين الداخلة وبوجدور، و76 طنا للمراكب العاملة ما بين العيون وأكادير، ثم 24 طنا لمراكب الوحدة الثالثة. أما السفن العملاقة العاملة بنظام التجميد، فقد خصص لها القرار 126 طنا من أسماك الكوربين بالوحدة ما بين الداخلة وبوجدور، ولم يخصص لها القرار أي كمية بالوحدتين الثانية والثالثة.
وبعد استنفاد الحصص المخصصة لكل أسطول من الأساطيل الثلاثة، فقد تقرر اعتماد فترة راحة بيولوجية، خاصة بهذا النوع السمكي طيلة شهر دجنبر الجاري، وذلك في سياق الرغبة في المحافظة على هذا النوع من الأسماك من الاستنزاف، خصوصا بعدما أظهرت تقارير ميدانية عن وجود حالة استغلال مفرط وكبير لهذا النوع من الأسماك بالوحدة الأولى ما بين بوجدور والداخلة، الأمر الذي أدى بالقطاع الوزاري المكلف بالصيد البحري إلى اعتماد مخطط تهيئة يحدد بدقة الكميات المسموح بصيدها لكل أسطول، مع تحديد إمكانية مراجعة هذه الكميات تبعا للمؤشرات البيولوجية لهذا النوع من الأسماك.
وقد عهد إلى مديرية الصيد البحري، ومديرية مراقبة أنشطة الصيد البحري بالإدارة المركزية، ومندوبيات الصيد بالأقاليم، كل حسب اختصاصه ومجال تدخله إلى التنزيل السليم لهذا المخطط، وتعزيز آليات المراقبة لتفعيله.