تحديث توصيات تطعيم النساء الحوامل
أكمل عبد الحكيم
من المتفق عليه أن المعلومات الطبية التي كانت متوفرة للأطباء في بدايات وباء كورونا الحالي، عن طبيعة المرض وتأثيراته ومضاعفاته والسبل الأفضل لعلاجه، كانت في أحسن الأحوال قليلة ومتناثرة وغير مؤكدة، بما في ذلك تأثيراته على النساء الحوامل والأطفال.
وهو ما انطبق أيضا على التطعيمات الطبية، وأدى بالتبعية إلى التوصية بتجنب تطعيم الحوامل بأي من التطعيمات المصرح باستخدامها، إلى أن تتضح الصورة كاملة. ولاحقا، تم تخفيف التوصية لتصبح أنه إذا ما طلبت المرأة الحامل التطعيم، فلا يجب أن تمنع منه، وإن كان لا يفترض بالأطباء أن يشجعوا النساء الحوامل على تلقي التطعيم. هذا الوضع تغير نهاية الأسبوع الماضي، مع صدور توصيات من اثنتين من أكبر المنظمات الطبية الممثلة لأطباء النساء والتوليد في الولايات المتحدة، هما الكلية الأمريكية لأطباء النساء والولادة (ACOG)، وجمعية طب الحوامل والأجنة (SMFM)، حيث نصت توصياتهما على أن أي امرأة حامل يجب أن يتم تطعيمها بأي من التطعيمات التي حصلت حتى الآن على التصريح بالاستخدام الطارئ في الولايات المتحدة، أي تطعيم «فايزر» و«مودرنا» و«جونسون آند جونسون».
بل ذهبت المنظمتان إلى حد توصية أعضائهما من الأطباء بضرورة تشجيع النساء الحوامل على تلقي التطعيم ضد «كوفيد- 19». وبنتا المنظمتان توصياتهما تلك على البيانات المستقاة من آلاف النساء الحوامل اللاتي تلقين التطعيم، حيث أظهرت الأدلة العلمية أمن وسلامة تلقي التطعيم أثناء فترة الحمل، وهي الحقيقة التي تؤكدها نتائج عدد متزايد باطراد من الدراسات والأبحاث الطبية.
كما أن هذه التوصيات أتت في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة تزايدا ملحوظا في معدلات العدوى والإصابة بالفيروس، بعد شهور من تراجع في معدلات الإصابة.
وتحتل هذه التوصيات أهمية خاصة، في ظل حقيقة أن العدوى بفيروس «كوفيد- 19»، تضع المرأة الحامل تحت طائلة خطر أكبر من مضاعفات المرض الشديدة، وهو ما أكدته سابقا منظمة الصحة العالمية والمركز الأمريكي للتحكم في الأمراض والوقاية منها. وأخيرا تزايد القلق من أن هذا الخطر يزداد حجمه بشكل ملحوظ، عند الإصابة بالنسخة المتحورة «دلتا» من الفيروس، والمعروف عنها تمتعها بقدرة أكبر على الانتشار والعدوى.
أما بالنسبة إلى النساء الحوامل اللاتي لا يمكن تطعيمهن لسبب أو آخر، أو يرفضن ويمتنعن عن تلقي التطعيم، فيجب عليهن الالتزام الحرفي بإجراءات الوقاية، بما في ذلك ارتداء الكمامات، والتباعد الاجتماعي، وغسل اليدين باستمرار، وتجنب الأماكن المغلقة المزدحمة سيئة التهوية.