شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

تحديات المناخ 

أصبحت التحولات المناخية، واقعا معاشا بالمغرب كما في باقي بلدان العالم، بسبب ارتفاع نسبة التلوث البيئي وارتفاع درجة حرارة الأرض، ما يطرح أمام الحكومة تحديات حقيقية، من أجل التعامل مع مستجدات المناخ وعدم انتظام التساقطات المطرية وأخطار الفيضانات والكوارث الطبيعية، التي تهدد سلامة الناس وتحدث خسائر مادية جسيمة بصفة عامة.

مقالات ذات صلة

إن من واجب كافة المؤسسات المعنية والمصالح الحكومية استخلاص العبر من الفيضانات، التي ضربت المناطق الجنوبية بالمغرب، ومنطقة فالنسيا بإسبانيا، وذلك بعدما أصبحت تحذيرات العلماء والخبراء في المناخ من انعكاسات التلوث وعبث الإنسان بالطبيعة واقعا ملموسا، يتمثل في أخطار تهدد بمحو مدن وقرى بكاملها، وإحداث خسائر بشرية ومادية جسيمة تفوق كل التوقعات.

أمام التحولات المناخية وظهور نتائجها الكارثية بمناطق متعددة بالعالم، نحن في حاجة ماسة إلى تسريع إجراءات تعزيز وسائل الإنقاذ والوقاية المدنية بالمدارين الحضري والقروي، والعمل على الرفع من جودة تكوين الموارد البشرية، وإحداث مراكز إنقاذ جديدة، تغطي كافة الأقاليم وتراعي الكثافة السكانية.

بعدما كنا أمام الخيال العلمي في الكوارث الطبيعية وتصويرها بالأفلام السينمائية، أصبحنا اليوم أمام تحديات حقيقية على أرض الواقع، تتطلب البحث والجدية المطلوبة في تقوية وتحديث وسائل الإشعار المبكر والتعامل مع نشرات الطقس الإنذارية، وتحديد النقاط السوداء المهددة بالكوارث الطبيعية، مع التوعية والتحسيس بطرق حديثة بالمخاطر المتعلقة بالتهاون في اتخاذ شروط السلامة، وتدريب الأجيال على التعامل مع كافة أخطار الكوارث الطبيعية، لأنهم يمثلون مستقبل الغد ويحملون مشعل التعامل مع مستجدات المناخ.

على جميع المسؤولين تحمل مسؤوليتهم الكاملة في وقف نزيف البناء بمجاري الوديان، وتجهيز البنيات التحتية بمعايير تراعي مستجدات المناخ، وتحديد المناطق الصالحة للبناء وفق شروط السلامة والوقاية من الأخطار والدراسات التقنية المسبقة للتربة، وتفاصيل أخرى يمكنها التخفيف من أضرار الكوارث الطبيعية التي تواجه كافة دول العالم، نتيجة التهور البشري والفساد البيئي في الأرض.

لقد بحت حناجر الحقوقيين المهتمين بحماية البيئة عبر العالم طيلة السنوات الماضية، وهم ينادون بوقف التلوث البيئي وارتباطه بأخطار الكوارث الطبيعية، لكن لا أحد كانت له آذان مصغية من الدول العظمى والشركات الكبرى المتهمة الأولى في التلوث، وها هي البشرية اليوم تجني ما زرعته من كوارث بيئية تدمر البشر والشجر والحجر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى