- فاس: محمد الزوهري
بعدما نشرت «الأخبار» تحقيقا عن الأوضاع المأساوية بقسم الولادة بالمستشفى الإقليمي ابن الخطيب بفاس، جاء رد الفعل سريعا من وزارة الصحة، في شخص مندوبيتها الإقليمية، بإقدامها على اتخاذ مجموعة من التدابير من أجل رفع الحيف عن هذا القسم، وتمكينه من ظروف ملائمة للوضع وإيواء الأمهات الحوامل، انطلاقا من الاعتمادات المالية المخصصة للمندوبية الإقليمية للصحة في مجال التجهيز والصيانة.
وكان أبرز هذه التدابير، بحسب ما كشف عنه مصدر مسؤول في القطاع، تمكين قسم الولادة ذاته، من خمسين سريرا طبيا جديدا، مع لوازمه المرافقة، وتوفير المعدات الطبية المصاحبة لعملية الوضع وإيواء الأمهات ومواليدهن بعد الولادة، فضلا عن إيلاء عناية خاصة لهذا القسم على مستوى النظافة والصيانة، وكذا تمكينه من الأطر الطبيبة الكافية.
ويأتي هذا التحول الجذري بمصلحة الولادة داخل مستشفى ابن الخطيب، بعد أن وصل الوضع بهذا المصلحة إلى حد لا يطاق، حيث كانت النساء الحوامل يعمدن إلى افتراش الأرض مباشرة وسط القاعات والممرات، مستعينات بأفرشة وأغطية هزيلة يحملنها من بيوتهن، لأجل النوم بجانب موالديهن، بحيث وصل الاكتظاظ والخصاص الحاد في إمكانات الإيواء بالجناح، أن اضطرت الأطر الصحية به إلى مطالبة النساء الحوامل بحمل الأفرشة والأغطية من منازلهن، من أجل أن يجدن مكانا شاغرا داخل إحدى القاعات. وبسبب ذلك ظل يُلاحظ يوميا أقارب النساء يحملون أفرشة صوب هذا الجناح، وكأن الأمر يتعلق بمخيم لإيواء اللاجئين، وليس بمستشفى عمومي تفد عليه نساء حوامل من مناطق هامشية وبعيدة، من أجل حقهن في الوضع في ظروف صحية ملائمة.
وتعد أغلب النساء الوافدات على هذا المستشفى فقيرات وينحدرن من الأحياء الهامشية والفقيرة والمناطق القروية المجاورة، يؤدين 200 درهم للاستفادة من خدمات الوضع. غير أن حالات عديدة منهن كانت تُحال على المركز الاستشفائي الجامعي، إذا ظهر للأطر الطبية أنهن بحاجة إلى عمليات قيصرية، بينما الغرض يكون في الكثير من الأحيان هو التخفيف من الضغط على جناح الولادة بمستشفى «كوكار».