حمزة سعود
يخوض تجار سوق الجملة للخضر والفواكه، بالدار البيضاء، أشكالا احتجاجية متعددة خلال الشهر الجاري، بعد الحملة التي طالت تحرير الملك العام بالعاصمة الاقتصادية، وتراجع الباعة المتجولين عن اقتناء المنتوجات بالوتيرة السابقة قبل الحملة، ما انعكس سلبا على رواج السوق وانحسار المداخيل.
ويشير باعة الجملة بالسوق إلى أن تراجع المبيعات، خلال الشهر الجاري، جاء بسبب توقف أنشطة الباعة المتجولين بعدد من الأسواق التي شملتها حملات تحرير الملك العام بالعديد من الأحياء، بحيث يشيرون إلى أن كل بائع متجول كان يقتني أزيد من «40 صندوقا» من الخضر المتنوعة.
ويطالب تجار سوق الجملة للخضر والفواكه بتمكين الباعة المتجولين من أوقات محددة لممارسة أنشطتهم بشوارع العاصمة الاقتصادية أو تنظيمهم في إطار أسواق نموذجية تضمن استمرار أنشطتهم التجارية داخل سوق الجملة بالوتيرة المعتادة.
وعزا تجار سوق الجملة للخضر والفواكه الارتفاع الذي طال الأسعار، خلال الشهر الجاري، إلى تراجع الإقبال من طرف الباعة المتجولين ممن تضرروا من حملة تحرير الملك العام في الأسواق الشعبية التي توجد بين الأزقة وشوارع العاصمة الاقتصادية.
ويطالب تجار سوق الجملة السلطات باتخاذ إجراءات عملية للحد من نزيف الركود التجاري الذي يطول أروقة السوق، بسبب تراجع الباعة المتجولين عن اقتناء المنتوجات بالجملة من السوق، ما ينعكس سلبا على الحركة التجارية.
وخاض باعة عدد من الأسواق التجارية مسيرات احتجاجية على الأقدام صوب عدد من المقاطعات والملحقات الإدارية، حيث شهدت الملحقة الإدارية 67 بحي الصدري، بداية الأسبوع الجاري، وقفة احتجاجية للمتضررين من منع «الفرّاشة» بسوق الخيرية.
وتجاوز عدد المتضررين من قرار منع «الفرّاشة» بسوق «الخيرية» أزيد من 300 بائع متجول، جلهم يطالبون بتنظيمهم في إطار أسواق نموذجية وأخرى للقرب، كمشاريع بديلة لأنشطتهم التجارية طيلة عقود من الزمن.
وتُواصل السلطات بالعاصمة الاقتصادية حملات تحرير الملك العام، منذ حوالي شهرين، قبل أن تنتقل الحملة حاليا إلى توقيف الدراجات ثلاثية العجلات والعربات المجرورة التي تسوق الخضر والفواكه بين الأزقة والشوارع.
من جهته أفاد محمد مهيدية، والي جهة الدار البيضاء سطات، خلال لقاء بمجلس الجهة، مع انطلاق مهامه بالجهة، بأن التركيز حاليا يسير في اتجاه خلق مناطق صناعية، في العديد من المدن المتواجدة في محيط العاصمة الاقتصادية، مع ضرورة خلق تمويل جهوي للاستثمار سيمكن التركيزات الاقتصادية الجديدة من النهوض بأوضاع فئات مجتمعية متعددة في هذه المدن، ضمنهم الباعة المتجولون. وأشار مهيدية، خلال اللقاء نفسه، إلى أنه يلتقي بمجموعة من المسؤولين عن الشأن المحلي بالعاصمة الاقتصادية، على رأسهم رئيس الجهة، للتسريع بإيجاد حلول لمشاكل البيضاويين في قطاع التشغيل والبدائل الاقتصادية الموجهة إلى فئات مجتمعية متنوعة.