أجبرت الانقطاعات المتواصلة في التزود بمادة الكهرباء، لأزيد من شهر، تجار القريعة على إغلاق محلاتهم التجارية، بداية الأسبوع الجاري، بسبب اكتفاء شركة «ليدك» بمعاينة الأعطاب وطلبها من التجار الاستعانة بخدمات تقنيين في مجال الكهرباء لإصلاح الأضرار.. أما شركة «صوناداك»، التي تدبر سوق القريعة، فتوجد «خارج الخدمة» منذ توليها تدبير هذا المرفق، ولا تتجاوب مع أبسط احتياجات التجار، بحسب عدد منهم أشاروا إلى مجموعة إشكاليات يعرفها السوق.
حمزة سعود
تتواصل معاناة تجار سوق القريعة، خلال الأسابيع الأخيرة، مع الانقطاعات المستمرة في التزود بمادة الكهرباء، ما يشكل صعوبة لدى هذه الفئة في مزاولة أنشطتها التجارية كالمعتاد وبالوتيرة السابقة نفسها.
ووجد التجار، بداية الأسبوع الجاري، صعوبات بالغة في التعامل مع الزبناء القادمين إلى سوق القريعة، من أجل التبضع والتسوق في ظل الانقطاع الكلي للكهرباء عن غالبية قطاعات السوق المخصصة لـ«الزرابي» وباعة المنتوجات من «الفضة والنحاس».
ويشير الباعة إلى أن التزود التدريجي للتجار بمادة الكهرباء عبر بعض المولدات في محيط السوق، رفع من الاستهلاك والضغط عليها، ما تسبب في تعطيل المآخذ بشكل كلي عن جميع تجار السوق، وأدى إلى انقطاع الكهرباء كليا عن أزيد من 4500 محل تجاري من هذه المادة الحيوية.
وراسل التجار شركة «ليدك» قبل ثلاثة أسابيع، دون تجاوب إلى حدود اليوم مع شكاياتهم المستمرة بشكل يومي، في حين طلبت الشركة، المفوض لها قطاع الماء الصالح للشرب والكهرباء بالدار البيضاء، من عدد من تجار سوق القريعة المتضررين، الاستعانة بفرق تقنية خارج الشركة لإصلاح الأعطاب.
وأشعرت الشركة المكلفة بتدبير الماء الصالح للشرب والكهرباء بالدار البيضاء، تجار سوق القريعة، خلال حلول تقنيين تابعين لها، من أجل المعاينة، خلال الساعات القليلة الماضية، بأن المشكل التقني لا يتعلق بخدماتها وآلية تزويد المحلات التجارية، بل يتعلق بخطوط الربط التي أنشأها التجار داخل قطاعات السوق.
وحذر التجار من أن ترقيع خطوط الربط داخل سوق القريعة يؤدي في أغلب الحالات إلى حدوث تماس كهربائي قد تنشب عنه حرائق ضخمة تتسبب في أضرار بملايين السنتيمات وبشكل مفاجئ.
واضطر التجار المتخصصون في بيع المنتوجات المتنوعة في مجال الإنارة، إلى إغلاق محلاتهم التجارية، بداية الأسبوع الجاري، بسبب الانقطاع في التزود بمادة الكهرباء، خاصة أن العملية التجارية لدى هذه الفئة من التجار في علاقتهم مع الزبناء تعتمد على التعرف على خصائص المنتوج من حيث جودة الإنارة قبل عملية الشراء من طرف الزبون.
ويطالب التجار، بالتزامن مع الدخول المدرسي الحالي، وتعاملهم مع المزودين التجاريين بواسطة «الشيكات» وحلول مواعد الأداء، بالتدخل العاجل لإيقاف نزيف الكساد التجاري الذي يتسبب فيه انقطاع التيار الكهربائي.
وتدبر سوق «القريعة» شركة «صوناداك» منذ سنوات بعد تفويت مقاطعة الفداء سابقا، السوق إلى هذه الشركة، مقابل تهيئته وإعادة صيانته لفائدة التجار في شكل مركب تجاري يتكون من طوابق عليا وسفلى، وفق تصور جديد، إلا أن العملية لم تتم منذ أزيد من 15 سنة.
ويفترض في الشركة، التي تدبر سوق القريعة، وقوفها الدائم والمستمر عند احتياجات التجار وأولوياتهم التجارية، في ظل تكرار مشاكلهم التقنية مع الكهرباء، بحيث يشير التجار إلى غياب الشركة وتجاهلها التام لشؤونهم.
ويهدد التجار بالإغلاق الكلي لمحلاتهم التجارية، والاعتصام في الشارع وأمام مقر جماعة الدار البيضاء، من أجل إيجاد حلول جذرية لمشاكل السوق المرتبطة بالانقطاعات المستمرة للكهرباء وغياب فرق النظافة بالسوق.