- القنيطرة:المهدي الجواهري
تحولت قصبة المهدية بمدينة القنيطرة يوم الجمعة الماضي، إلى ساحة حرب حقيقية بين تجار المخدرات في محاولة لبسط كل عصابة هيمنتها على الرحبة أو مايسمونها «بالمرارة» التي تعتبر أكبر سوق لترويج مخدر الشيرا بجهة الغرب، والتي يتداول عليها منذ سنين طويلة «البزناسة» بعدما أخضعوها لسيطرتهم حيث رغم الحملات التمشيطية المحتشمة لم يستطع خلالها رجال الدرك الملكي القضاء على تجار المخدرات.
وعلم «فلاش بريس» أن أحد تجار المخدرات وأعوانه استعانوا بسيارات وسط حي قصبة المهدية بعدما أشهروا سيوفهم وقاموا بجولة في مختلف أنحاء المنطقة فيما يشبه حرب المافيات الكبيرة، معبرين عن النصر الذي حققوه على خصومهم، بعدما أثبت تاجر المخدرات زعيم العصابة أنه هو من أصبح يتحكم في السوق ويبسط هيمنته على المنطقة، فيما قام أعوانه بتمشيط جميع الأحياء بحثا عن «البزناسة» الصغار في مدخل حي قصبة المهدية والتي لم تخل من اصطدامات خلفت إصابات بين الأطراف المتناحرة.
وأكدت مصادر مطلعة، أن حالة من الرعب سادت ساكنة المنطقة اضطرتهم إلى إخلاء الشوارع والأزقة خوفا من ضربة طائشة بعدما احتدمت المواجهات على شكل حرب بالسيوف ومختلف الأسلحة البيضاء، فيما ظل زعيم العصابة على متن سيارة فارهة يصول ويجول حاملا سيفه على شاكلة الزعماء الفاتحين في العصور الغابرة.
وزادت نفس المصادر، أنه رغم اتصال أعوان السلطة المحلية بباشا المدينة وقائد المنطقة ورجال الدرك الملكي ظل تجار المخدرات ينشرون الرعب حتى انتهت المعركة دون أن تسفر عن أي تدخل للأجهزة الأمنية في القبض على العصابات المتناحرة التي شهدها الشارع العام والذي كان يتطلب تعزيزات أمنية إضافية، خاصة مع قلة عناصر الدرك الملكي الموجودين بسرية شاطئ المهدية، والذين غالبا ما كانوا يواجهون بدورهم بمقاومة شرسة من قبل تجار المخدرات مما يدفعهم إلى التراجع بسبب التهديدات بالسيوف والرشق بالحجارة.