لا يجد الزبون الباحث عن شقة يمضي فيها بقية حياته، كيف يواجه عمالقة عقار يمتصون آخر قطرة من دمه، يقيدونه بعقود معدة سلفا وبشروط مسبقة لا يجد بدا من التوقيع عليها وعلى بياض، مثقلا بأقساط بنكية يؤديها حتى قبل أن يضع رجله في الشقة الموعودة.
يستمر انتظار المواطن أكثر وتدوم معاناته يوما بعد آخر، حتى حين حلول موعد التسليم، يمتد الموعد لأزيد من عام ونصف أو أكثر، فلا يملك إلا أن يزيد من صبره بعد عامين من الانتظار، ليضيف عاما آخر أو عامين.
يقع هذا دون أدنى جزاء على البائع المتمثل في الشركة، بالرغم من العقد الذي يربط الطرفين يحدد الجزاءات في كل الحالات، ولا تقع هذه الجزاءات إلا على المواطن إن هو أخل ببند من البنود، ودون رحمة يؤدي من عرقه ومن جيبه وحريته أحيانا.
العديد من المشاريع التي أنشأتها شركة «فضاءات السعادة»، التي تعود ملكيتها لعائلة برادة وأبنائه، في المغرب تعرف تعثرات، ومشاكل على مستوى الإنجاز، بالإضافة إلى التسليم وآجاله، حيث يعيش المواطن رحلة معاناة حقيقية.
هذا دون الحديث عن جودة البنايات، والتي تظهر في بعضها شقوق وعيوب سواء بالداخل أو الخارج، وفق ما تبينه الصور التي حصلت عليها «الأخبار»، والتي ستخصص لها تحقيقا مفصلا، علما أنها تشييدها لم يمض عليه أكثر من ثلاث أو أربع سنوات.
الشركة تؤكد في جوابها على أسئلة «الأخبار» أن مشاريعها تم تسويقها مائة بالمائة، مع استثناء مشروع واحد بأيت ملول والذي لا يزال جزء منه لم يسوق بعد، مشيرة إلى أن النسبة الباقية ضعيفة نسبيا في الوقت الذي تشارف فيه الأشغال على النهاية، ووضع اللمسات النهائية وفقا لما سبق أن أعلنت عنه الشركة، وتشدد على أنها التزمت بتعهداتها على كافة المستويات، وهو التصريح الذي تكذبه الوقائع والأدلة.