طرفاية: محمد سليماني
في الوقت الذي كانت ساكنة مدينة طرفاية ومسؤولوها ينتظرون أن تفرج وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء والبيئة عن رخصة استغلال الخط البحري ما بين مدينة طرفاية وأحد موانئ جزر الكناري، وبدء اشتغاله، أقدمت الوزارة بشكل “غير مفهوم” على تمديد آجال تقديم ملفات طلبات الاهتمام بتشغيل هذا الخط إلى تاريخ 27 أبريل المقبل، بعدما انتهى تاريخ وضع ملفات الرغبة في تشغيل هذا الخط في 26 يناير الماضي.
ورغم أن هذا التمديد يعني مباشرة تأجيل منح رخصة استغلال هذا الخط البحري إلى أجل آخر، إلا أن مديرية الملاحة التجارية التابعة للوزارة أوضحت أن هذا التمديد جاء استجابة لطلبات عدد من الراغبين في المشاركة في الدعوة للتعبير عن الاهتمام (عدد AMI/2020/DMM/01) المتعلق بتشغيل خط بحري لنقل البضائع والركاب بين ميناء طرفاية وميناء بجزر الكناري، والذين لم يتمكنوا من المشاركة بفعل جائحة كورونا وأيضا الصعوبات التي واجهوها. وأضافت الوزارة أن التمديد يهدف إلى تعزيز فرص المنافسة بين الشركات.
من جهة أخرى، علمت “الأخبار”، من مصادر مطلعة، أن شركة وحيدة هي التي تمكنت من إيداع ملف الرغبة في المنافسة للحصول على ترخيص استغلال وتشغيل هذا الخط البحري في الآجال القانونية المحددة سلفا، لكن الوزارة ارتأت فتح آجال تمديد وضع الطلبات، ابتداء من يوم تاسع فبراير الجاري، بعدما انتهى الآجال الأول في يناير الماضي.
وعبرت الساكنة عن تذمرها من مسلسل هذا التأجيل المتواصل، والذي سبقه من قبل تأجيل الإعلان عن فتح المنافسة، إذ إن الساكنة والمنتخبين والسلطات الإقليمية ظلوا يترافعون منذ مدة ويضغطون من أجل البدء في إجراءات تشغيل هذا الخط الحيوي بالنسبة للمدينة، لكونه سيمكنها من تجاوز عزلتها، كما سيفتح منفذا بحريا للمدينة، حيث يعول عليه للنهوض بها وتحريكها اقتصاديا، خصوصا وأن هذا الخط ستكون له انعكاسات إيجابية وكبيرة على الاقتصاد المحلي وعلى المبادلات التجارية، إضافة إلى تسهيل سفر الجالية المغربية المقيمة بجزر الكناري ما بين الضفتين.
وفي إطار التهييء لاستقبال الباخرة التي ستستغل الخط البحري، فإن جميع الظروف أضحت مواتية لهذا الحدث، حيث تم أخيرا تثبيت أجهزة “سكانير” داخل الميناء من أجل مراقبة السلع والأمتعة، كما تمت إعادة تهيئة ميناء المدينة، حيث انتهت به الأشغال منذ مدة، وتسلمته الوكالة الوطنية لاستغلال الموانئ منذ يوم 18 أكتوبر الماضي. واستنادا إلى المعلومات، فإن جميع الاستعدادات الأولية والضرورية لاشتغال الخط تم اتخاذها، كما عبأت السلطات الإقليمية مختلف المتدخلين لبدء العمل بالميناء.
