تلعب الجراثيم المعوية، التي تشكل جميع الكائنات الحية الدقيقة في الجهاز الهضمي، دورا مهما للغاية في الصحة البدنية، وخاصة في الأمراض المزمنة. كما أنه سيكون لها تأثير كبير على الصحة العقلية، وخاصة على التوتر والاكتئاب.
وتتكون الجراثيم المعوية، التي كانت تسمى سابقا “النباتات المعوية”، من كيلوغرام من الكائنات الحية الدقيقة من جميع الأنواع والبكتيريا والفيروسات والطفيليات والفطريات غير المسببة للأمراض. تقع في الجهاز الهضمي بشكل رئيسي في الأمعاء الدقيقة والقولون، وتتوزع بين التجويف أي المساحة الداخلية المحاطة بجدرانه في الجهاز الهضمي والغشاء الحيوي الواقي الذي يتكون من المخاط المعوي على جداره الداخلي.
وترفع الدراسات الحجاب عن الوظائف الفسيولوجية الغامضة والمهمة للجراثيم المعوية، نعلم الآن أنها تلعب دورا في وظائف الجهاز الهضمي والتمثيل الغذائي والجهاز المناعي والعصبي. وعلاوة على ذلك، فهي في صميم البحوث البيولوجية والطبية.
وتساعد الجراثيم المعوية على هضم الطعام، لكنها تتفاعل أيضا مع الدماغ من خلال عدة مسارات، وعلى وجه الخصوص من خلال العصب المبهم الذي لا يزال غامضا إلى حد ما، كما يقول الدكتور غيوم فون، الطبيب النفسي والمدرس والباحث والمؤلف المتخصص في الميكروبيوتا والصحة العقلية.
وعندما تكون الكائنات الحية الدقيقة غير متوازنة، فإن السلالات السيئة تأخذ مساحة وتهاجم الأمعاء، كما يقول اختصاصي الجراثيم. يحدث هذا في حالة التهاب المعدة والأمعاء أو المضادات الحيوية.
بالإضافة إلى ذلك، تنخفض البكتيريا الجيدة وتزداد البكتيريا الالتهابية، ما يؤدي إلى زيادة نفاذية الأمعاء والالتهاب والاضطراب في جميع الأعضاء، ما قد يؤدي إلى الاكتئاب والسكري وارتفاع ضغط الدم. ويحدد الطبيب أن تسعين في المئة من الأمراض المزمنة مرتبطة باضطراب في الجراثيم. ويضيف أنه لدى بعض الناس، يقال إن الكائنات الحية الدقيقة مرنة، وتعود إلى مكانها بشكل طبيعي. وفي حالات أخرى، تكون الميكروبات غير مرنة وتحدث المشاكل.
تلعب الجراثيم المعوية، التي تشكل جميع الكائنات الحية الدقيقة في الجهاز الهضمي، دورا مهما للغاية في الصحة البدنية، وخاصة في الأمراض المزمنة. كما أنه سيكون لها تأثير كبير على الصحة العقلية، وخاصة على التوتر والاكتئاب.
ومن بين هذه الاضطرابات، تلك المرتبطة بالصحة العقلية، بما في ذلك التوتر المزمن والاكتئاب والقلق. ويعلم الباحثون أن ثمانين في المئة من المعلومات تنتقل من أسفل إلى أعلى في العصب المبهم، وهو أطول عصب في جسم الإنسان. وبالتالي فإن الدماغ يعالج باستمرار المعلومات اللاواعية التي تأتي من الأمعاء. وإذا تعرضت الميكروبات للاضطراب، فإنها تغير النوم، ما يضعف جهاز المناعة والمزاج. ويلعب الالتهاب أيضا دورا في الدماغ، وبعد ذلك سيتكيف الدماغ ويسبب أعراض الانسحاب والاكتئاب.
إذا كانت للميكروبات المضطربة عواقب على الصحة العقلية، فإن الصحة العقلية نفسها تسبب ميكروبات الأمعاء غير المتوازنة. ويوضح الدكتور غيوم فوند أن طريقة الاتصال الأخرى في الجسم هي محور التوتر. الكورتيزول، هرمون التوتر، يزيد من نفاذية الأمعاء وخطر الاضطرابات المعوية.
ووفقا للدكتور غيوم فوند، فإن ثلث حالات مرضى الاكتئاب تأتي من مشكلة ميكروبات ذات أصل التهابي، وغالبا ما يعاني مرضى الاكتئاب من نباتات مشابهة لمتلازمة القولون العصبي. وغالبا ما يكون هناك عدم توازن في السلالات، ولكن، بالرغم من ذلك، فإن الدراسات ليست كثيرة بما يكفي لاستنتاج أنها منهجية.