شوف تشوف

الرئيسية

بَخٍ بَخٍ سَاقٌ بِخَلْخَالٍ

بَخٍ: كلمة يقولها المتعجب من حسن الشيء وكماله الواقع موقع الرضا، كأنه قال: ما أَحْسَنَ ما أراه، وهو ساق مُحَلاَّة بخَلْخال ويجوز أن يريد بالباء معنى مع، فيكون التعجب من حسنهما. ويضرب في التهكم والهزء من شيء لا موضع للتهكم فيه.
وأول من قال ذلك الوِرْثَةُ بنت ثَعْلَبَة امرأة ذُهْل بن شَيْبان بن ثعلبة، وذلك أن رَقَاشِ بنتَ عمرو بن عثمان من بني ثعلبة طلقَّها زوجُها كعبُ بن مالك بن تَيْم الله بن ثعلبة بن عُكَايَةَ، فتزوجها ذهل بن شيبان زوج الوِرْثَة ودخل بها، وكانت الوِرْثَةُ، لا تترك له امرأة إلا ضَرَبَتْها وأَجْلَتْها، فخرجت رقاشِ يوماً وعليها خلخالان، فقالت الوِرْثَة: بخ بخ ساق بخلخال، فذهبت مثلا، فقالت رقاش: أَجَلْ ساقٌ بخَلْخَال، لا كخالك المُخْتَال، فوثبت عليها الوِرْثَةُ لتضربها، فضبَطَتْها رقاشِ وضربتها وغلبتها حتى حُجِزَتْ عنها، فقالت الوِرْثَةُ:
يا وَيْحَ نَفْسِي اليومَ أدركني الكبر/أأبْكِي على نَفْسي العشيَّةَ أم أَذَرْ
فوالله لو أدركْتِ فيَّ بقيةً/لَلاَقَيْتِ ما لاقى صَوَاحِبُكِ الأخَرْ
فولدت رقاشِ لذُهْل بن شيبان: مُرَّة، وأبا ربيعة، ومحلِّما، والحارث بن ذهل.

أَبادَ اللهُ خَضْرَاءَهُمْ
قال الأصمعي: معناه أذهب الله نعمتَهم وخِصْبَهم، ومنهم من يقول: أباد الله خضراءهم، أي خَيْرَهم وخِصْبهم، وقال بعضهم: أي بهجَتَهم وحُسْنهم، وهو مأخوذ من الغَضَارة وهي البهجة والحسن، قال الشاعر:
احْثُوا التُّرابَ على مَحَاسِنِهِ/وعلى غَضَارة وَجْهِهِ النَّضْرِ

بَرَّزَ عُمانٌ فَلاَ تُمارِ
عُمَان: اسم رجل بَرّزَ على أقرانه بكرمه وخلقه، أي قد ظهرت شمائلُه فلا تُمَار فيه. ويضرب هذا المثل لمن أنكر شيئا ظاهرا جدا.

بِمِثْلِي يُنْكَأ القَرْحُ
أي بمثلي يُدَاوَى الشر والحرب. قال الشاعر:
لزاز حُرُوبٍ يَنْكأ القرحَ مِثْلُه/يُمَارسُها تَارًا وتَارًا يُضَاِرُس.

بَيْنَهُمُ احْلِقِي وَقُومِي
يضرب للقوم بينهم شر وعداوة. وأصل المثل قول الراجز:
أيَا ابْن نَخاسية أَتُومِ/يومُ أدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ
أحْسَنُ من يَوم احْلِقِي وَقُومِي. وهما يومان أحدهما شر من الآخر، وبقة: اسمُ امرأة، والشريم: المُفْضَاة.

بَرَد عَلَى ذَلِكَ الأَمْرِ جِلْدُهُ
أي استقر عليه واطمأن به، وبرد: معناه ثَبَت، يقال: بَرَدَ لي عليه حَقٌّ، أي ثبت، وسَمُوم بارد، أي ثابت دائم، وقال الشاعر:
اليَوْم يَوْمٌ باردٌ سَمُومُه/مَنْ جَزِعَ اليوم فَلاَ نَلُومُهُ.

البَغْلُ نَغُلٌ وَهُوَ لذَلِكَ أَهْلٌ
يقال: نَغِلَ الأديمُ فهم نَغِل، إذا فَسَد، وإنما خفف للازدواج، ويقال: فلان نَغِل، إذا كان فاسدَ النسبِ. يضرب لمن لؤم أصله فخبث فعله.

بِهِ الوَرَى وَحُمَّى خَيْبَرى
الوَرْىُ – بسكون الراء – أكلُ القَيْحِ الجوفَ، وبالتحريك الاسم، وقال الشاعر:
وَرَاهُنَّ ربِّي مثلَ ما قد وَرَيْنَنِي/وَأحْمى على أكبادِهِنَّ المَكَاوِيَا.

بَعْدَ اطِّلاَعٍ إينَاسٌ
قاله قَيْس بن زُهَير حين قال له حذيفة ابن بدر يوم داحِسٍ: سبقتُكَ يا قيس، فقال قيس: بعد اطلاع إيناس، يعني بعد أن يظهر أتعرف الخبر، أي إنما يحصل اليقين بعد النظر، أنشد ابن الأعرابي:
لبس بما ليس به بأسٌ باسُ/ولا يَضِيرُ البر ما قال الناسُ
وإنه بعد اطِّلاَع اينَاسُ/ويورى «بعد طلوع».

بِمِثْلِي زابِنِي
أي دافعي، من الزَّبْن وهو الدَّفْع. قيل: مرَّ مُجَاشع بن مسعود السلمي بقريةٍ من قُرَى كَرْمَان، فسأل أهلُها القوم: أين أميركم؟ فأشاروا إليه، فلما رأوه ضحكوا منه – وكان دميما – وازدرَوْه، فلعنهم وقال: إن أهلي لم يريدوني ليُحَاسِنوا بي، وإنما أرادوني ليُزَابنوا بي، أي ليدافعوا بي، أنشد ابن الأعرابي:
بِمثْلِي زَابِنِي حلما وجُودا/إذا التَقَتِ المجامِعُ والخُطُوبُ
بعيد حُوَّلِيٌّ قُلَّبِيٌّ/عظيمُ القَدْر مِتْلاف كَسُوبُ
فإن أهْلِكْ فقد أبلَيْتُ عُذْرا/وإن أمْلِكْ فمن عَضْبي قضيب
أي أن فرعي من أصلي، يريد أنه من أصل كريم.

بِألَمٍ مَّا تُخْتَنَنَّ
أي لا يكون الخِتان إلا بألم، ومعناه أنه لا يُدْرَك الخيرُ ولا يُفْعل المعروف إلا باحتمال مشقة، ويروى «بألم ما تُخْتَنِنَّهْ» وهذه على خطاب المرأة، والهاء للسكت، ودخلت النون في الروايتين لدخول ما، على ما ذكرنا قبل، والعربُ تدخل نون التأكيد مع ما كقولهم: ومن عضَةٍ مَايَنْبُتَنَّ شَكِيرُهَا.

أَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْناً مَّا
البغيض: بمعنى المبغَضِ كالحكيم بمعنى المحكَم، وهَوْنأ: أي قليلا سهلا، ونصب على صفة المصدر، أي بغضا هَوْنا غير مستَقْصىً فيه، فلعلكما ترجعان إلى المحبة فتستحْيِيَا من بعضكما، ودخلت ما للتوكيد.

بِئْسَ السَّعَفُ أنْتَ يَا فَتَى
قال النضر: سُعُوف البيت التور والقَصْعة والقِدْر، وهي من مُحَقَّرات متاع البيت. ومعنى المثل: بئس السلعة وبئس الخليط أنت.

أَبَرَمُ طَلْحٍ نالَها سِرافٌ
الطَّلْح: شجر، والواحدة طَلْحة، والبَرَمَةُ: ثمرة، وأبْرَمَ إذا خرجت بَرَمَتُه، والسِّرَاف: من قولهم «سَرَفَتِ الشجرة» إذا وقعت فيها السُّرْفَة، وهي دُوَيْبَّة تتَّخذ لنفسها بيتاً مربعاً من دُقِاَق العيدان تضم بعضَها إلى بعض بلُعَابها ثم تدخل فيه وتموت، يقال: سَرَفَتْ تَسْرُفُ سَرْفاً وسِرَافاً.
ويضرب المثل لمن ارتاشَتْ حاله وكثر ماله بعد القلة.

بَيْضَاءُ لاَ يُدْجِى سَنَاهَا العِظْلِمُ
أي: لا يسوِّد بياضَها العِظْلِمُ، وهو نبت يُصْبغ به، يقال: هو النيل، ويقال الوَسْمَة، والعِظْلِمُ أيضاً: الليلُ المظلم، وهو على التشبيه. ويضرب للمشهور لا يُخْفيه شيء.

بايِعْ بِعِزٍّ وَجْهُهُ مُلَثَّمٌ
المغطى باللثام هو المُلَثّم، وأراد بقوله «بايع بعز» بع عزا ولا ترده يكون بهذه الصفة: أي لا تَرْغَبْ في مُوَاصلة قوم لا قَديم لهم، فعزهم مستور لا يعرف إلا في هذا الوقت.

بِنْتُ صَفاً تَقُولُ عَنْ سَماعٍ
بنت الصَّفَا: مثل قولهم «بنت الجبل» يعنون بهما الصَّدَى، وهو صوت يُسْمع من الجبل وغيره.
يضرب لمن لا يُدْعَى إلى خير أو شرّ إلا أجَابَ، كما أن صدى الجبل يجيب كل صوت.

ابْنُ زَانِيَةٍ بِزَيْتٍ
أصله أن قوماً من اللصوص جَلَبوا غانية، فلما قَضَوْا منها أوطارهم أَعْطَوْها قِرْبَةَ زيتٍ كانت عندهم إذ لم يحضرهم غيرها، فقالت المرأة: لا أريدها لأني أَحْسِبَني عَلِقْت من أحدكم، وأَكْرَه أن يكون مولودي ابنَ زانية بزيت، فذهب قولها مثلاً، قال الشاعر:
إذا ما الحىُّ هاجى حَشْوَ قبرٍ/ فَذَلِكُمُ ابنُ زانيةٍ بزَيْتِ.

بَيْضُ قَطاً يَحْضُنُهُ أَجْدَلُ
الأجْدَل: الصَّقْر، والحَضْنُ والْحِضَانة: أن يَحْضُن الطائرُ بَيْضَه تحت جناحه. يضرب للشريف يُؤْوِي إليه الوضيع.

بَاتَ فُلاَن يَشْوِي القَرَاحَ
يعني الماء القَرَاح، وهو الخالص الذي لا يخُاَلطه شيء. ويضرب لمن ساءت حالُه ونَفِدَ مالُه، فصار بحيت يشوي الماء شهوة للطبيخ.
وأصله أن رجلاً اشتهى مَادُوما، ولم يكن عنده سوى الماء، فأوقد ناراً، ووضع القِدْر عليها، وجعل فيها ماء وأغلاه، وأَكَبَّ على الماء يتعلَّل بما يرتفع من بُخَاره، فقيل له: ما تصنع؟ فقال: أشوي الماء، فضرب به المثل.

بَنِيكِ حَمِّرِي وَمَكِّكِينِي
قيل: أصاب الناسَ جَدْبٌ ومجاعة، وإن رجلاً من العرب جمع شيئاً من تمر في بيته، وله بَنُونَ صِغار وامرأة، فكانت المرأة تَقُوتهم من ذلك التمر، تسوِّي بينهم وتعطي كل واحد جمعة من التمر مثل الْحُمَّرَة، وإن الرجل لا يغني ذلك عنه شيئاً، فأرادت المرأة يوماً أن تَقْسِم بينهم، فقال: حَمِّرِي بنيك ومككيني، أي أعطيني مثل المُكَّاء، وهو طائر أكبر من الْحُمَّرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى