شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

بيردي محمدوف رئيس تركمانستان: أغنيته المفضلة رنة إجبارية لهواتف المواطنين

تركمانستان، المجاورة في آسيا الوسطى لإيران وأفغانستان، ليست فقط الأكثر قمعا لشعبها بالعالم، بل بين الأكثر غرابة، فهي الدولة الوحيدة التي لم تعترف قط بكورونا. وقبل سنوات قليلة، ظهر قرار غريب جديد في بلد يصنف على أنه ثالث احتياط للغاز الطبيعي بالعالم، وهو قرار يلزم كل من يطلب خدمة الإنترنت في منزله، بأن يضع يده على القرآن ويقسم عند تسجيل طلبه بعدم استخدام تطبيق VPN المتيح للاطلاع على المواقع المحظورة، حسب ما ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية اليوم.

 

تمثال ضخم لكلب الرئيس

القرار كان بأمر من رئيس البلاد «قربانقلي مالكقليفيتش بيردي محمدوف» المكون اسمه بالتركمانية من 38 حرفا، وهو أصلا طبيب أسنان، موصوف بغريب الأطوار، وما زالت الكثير من قراراته وأنشطته تثير الكثير من الجدل والاستغراب، سواء داخل بلاده أو خارجها، وليس آخرها قيامه بتدشين نصب تذكاري عملاق «تكريما» لفصيلة الكلاب التي يعشقها.

فقد أفادت تقارير إعلامية بأن بيردي محمدوف كشف النقاب عن التمثال الذي يبلغ طوله 19 قدما (6 أمتار) في العاصمة عشق أباد، وذلك في بادرة منه لتكريم كلاب ألاباي، والتي تعد إحدى فصائل الكلاب التركمانية وتستخدم للرعي في آسيا الوسطى، بالإضافة إلى تربيتها في المنازل.

وسبق للرئيس التركماني الذي يحكم البلاد منذ أكثر من 13 عاما أن ألف كتابا عن تلك الفصيلة، وهو ليس أول كتاب يصدره تحت اسمه، إذ اشتهر بتأليف العشرات من الكتب، ولعل أبرزها كتاب «العالم الروحي للتركمانستانيين».

هذا الكتاب الذي صدر، قبل نحو ثلاثة أشهر، يتناول «القيم الروحية» لذلك البلد المعزول في آسيا الوسطى، وقراءته باتت إلزامية لسكان البلاد.

واعتاد بيردي محمدوف أن يخرج عن البروتوكولات الرئاسية المتعارف عليها بين الدول، إذ ظهر، قبل عامين، في فيديو على طريقة أفلام هوليوود يستعرض فيه مهاراته بإطلاق النار، وهو يرتدي بزة عسكرية ونظارات سوداء. ويبدو في هذا الفيديو طبيب الأسنان السابق البالغ من العمر حاليا 67 عاما، وهو يطلق النار على أهداف من على مسافة غير بعيدة، وبعض الجنود والضباط يصفقون له، لكن بعد ظهور مقطع الفيديو وانتشاره عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعرض الرئيس التركماني لموجة من السخرية على الصعيد العالمي، إذ يظهر بوضوح أن هناك عملية مونتاج لإظهاره أنه هو من أصاب الهدف.

كما انتشر مقطع مصور، آخر خلال العام المنصرم، لبيردي محمدوف، وهو يرفع عمودا ذهبيا خلال جلسة لأعضاء حكومته، والذين بدوا «مذهولين» بلياقته البدنية العالية، ولكن ذلك الفيديو أثار أيضا موجة من التندر على منصات التواصل الاجتماعي، باعتبار أن الأثقال التي رفعها الرئيس التركماني ليست ثقيلة ولا تحتاج إلى أي مجهود.

 

إلزام المواطنين بوضع أغنيته المفضلة كرنات لهواتفهم

في سنة 2018، وقبل حلول العام الجديد، أدى بيردي محمدوف أغنية خاصة بعدة لغات أجنبية وهو يعزف على البيانو، ليضيف الغناء إلى مواهبه الأخرى في التأليف والرياضة والمهارات العسكرية، ويجبر المواطنين على وضع هذه الأغنية الخاصة كرنة لهواتفهم. وفي العام 2015، دشن بيردي محمدوف تمثالا له وهو يقود حصانا، وتزامن ذلك مع اتهام منظمات دولية حقوقية للحكومة التركمانية بصرف إيرادات الموارد الطبيعية على مشاريع لا تقدم أي فائدة للشعب.

وتجدر الإشارة إلى أن صابر مراد نيازوف، الرئيس السابق لتركمنستان، اشتهر أيضا بالتصرفات المثيرة للجدل، إذا أقدم على تغيير أشهر السنة بأسماء أخرى مستمدة من الثقافة التركمانية، وذلك قبل أن يعيد الرئيس الحالي الأمور إلى نصابها. كما أتلف نيازوف الذي بقي على كرس الحكم حتى وفاته في سنة 2006 أوراقا نقدية كانت تحمل صورته قبل صبغ شعره، ليصدر عوضا عنها أوراقا جديدة تحمل صورته وهو مصبوغ الشعر بالأسود اللماع.

وذات مرة أرغم الموظفين الكبار على تسلق درجات مدرج في إحدى الحدائق العامة مؤلفة من مئات الدرجات في ضاحية العاصمة، بعد انتهاء الدوام الرسمي، للاحتفاظ بلياقتهم البدنية وعدم الترهل. وسبق له كذلك أن أغلق كل المجلات الثقافية، مبقيا على جريدة واحدة، بحجة أن الثقافة مضيعة للوقت.

وفي أحد الأيام، أصدر نيازروف قرارا بخصم راتب شهر كامل من رواتب العاملين في مديرية الأرصاد الجوية، لعدم تطابق توقعاتهم مع حالة الطقس في تركمانستان، كما أنه جعل من بعض كتبه إلزامية القراءة والتدريس.

لذلك فالأمر يتعلق بحكام توارثوا الغرابة، فالرئيس السابق أتلف الأوراق النقدية، لأنه لم يعجبه لون شعره، ووريثة الحالي فرض على المواطنين صباغة الشعر بالرمادي، احتراما للشيب الذي بدأ ينتشر في شعره.

وقالت منابر إعلامية عالمية إنه في حال قام الرئيس بزيارة إلى إحدى المناطق، فلا بد وأن يرى موظفين شيبا فقط. وكانت مؤسسات الدولة، بما فيها المدارس والمستشفيات والوزارات قد اضطرت إلى طباعة صورة جديدة لبيردي محمدوف وهو بالشعر الرمادي، بعدما زحف الشيب على شعره الأسود في الأصل.

وفي سنة 2021 دخلت تركمانستان عصر «السلالات السياسية»، بعد انتخاب سردار بيردي محمدوف، نجل الرئيس قربان قولي بيردي محمدوف، رئيسا في انتخابات مبكرة نُظمت السبت، وشهدت تأخيرا في فرز الأصوات، على أن يحتفظ الأب بمنصب رسمي هو رئيس مجلس الشيوخ، أي الشخصية الثانية في الحكم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى