الداخلة: محمد سليماني
تواصل ميليشيات جبهة «بوليساريو» خرق اتفاق وقف إطلاق النار، وتواصل دفع المنطقة نحو المجهول، وذلك من خلال إطلاق قذائف على إقليم أوسرد، ليلة الجمعة السبت الماضية.
وحسب المعطيات، فقد سقطت القذائف في منطقة خلاء غير بعيد عن مكان مأهول بالسكان وغير بعيد عن مركز للبعثة الأممية إلى الصحراء، غير أنه لحسن الحظ لم تخلف أي خسائر، سواء مادية أو بشرية. وتسعى «بوليساريو» من خلال هذا التحول الجديد إلى إشعال منطقة شمال إفريقيا، ودفع المملكة المغربية إلى الدخول في مواجهة مباشرة، تربح من خلالها الميليشيات نقاطا حقوقية على حساب المغرب.
واستنفرت هذه القذائف التي سقطت بمنطقة «إغيلاس» الواقعة على بعد حوالي ستة كيلومترات جنوب أوسرد، عناصر القوات المسلحة الملكية والدرك الحربي وعناصر قوات «المينورسو»، التي حلت بموقع سقوط القذائف، صباح أول أمس السبت، حيث أعدت القوات الأممية لمراقبة وقف إطلاق النار «مينورسو» تقريرا مفصلا عن الحادث، قبل رفعه إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والذي سبق أن تضمن تقريره الأخير حول الصحراء إلى مجلس الأمن، معطيات عن «تجدد الأعمال العدائية ضد المغرب». إلى ذلك، فقد أعلنت جبهة «بوليساريو»، مساء أول أمس السبت، تبنيها لهذا الاستهداف المباشر للأراضي المغربية، بإقليم أوسرد بالقذائف.
واستنادا إلى المعطيات، فإن الهجوم بالقذائف على منطقة أوسرد يأتي من أجل إرباك القوات المسلحة الملكية المغربية التي كانت تستعد للقيام بمناورات عسكرية بالمنطقة، خصوصا وأن الحادث جاء، بعد يومين على إشعار «الكسابة» ومربي الإبل، بضرورة مغادرة المنطقة، حفاظا على سلامتهم وسلامة ماشيتهم وإبلهم، حيث إن المناطق المحاذية لمنطقة بئر أنزران إلى حدود النقطة الكيلومترية 100 بالطريق الإقليمية 1100 المؤدية إلى أوسرد، ومنطقة «لمليسة» ومنطقة «بولوتاد» ستكون مسرحا لمناورات عسكرية للقوات المسلحة الملكية.
ويأتي هذا الحادث بعد حادث سابق عرفته السمارة، نهاية شهر أكتوبر الماضي، حيث سقطت أربع قذائف على أحياء المدينة، مما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص، أحدهم فارق الحياة على الفور، فيما نقل بقية الضحايا على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي.
ومباشرة بعد هذا الحادث، خرج سكان وأعيان ومنتخبو جميع مدن الأقاليم الصحراوية للمملكة في مسيرات احتجاجية، للتنديد بالأعمال العدوانية لميليشيات «بوليساريو»، والتي استهدفت مدنيين عزلا كانوا في مأمن في بيوتهم. وطالب المحتجون الذين جابوا شوارع مختلف مدن الأقاليم الجنوبية (العيون، السمارة، الداخلة، طرفاية، وبوجدور)، بضرورة تدخل المنتظم الدولي، والضغط على جبهة «بوليساريو» لاحترام اتفاق وقف إطلاق النار.