شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

بوريطة يوجه من مقر البرلمان رسالة قوية إلى الدول الأوروبية

أعلن رفض المغرب لمنطق المساومة وأي اتفاق مستقبلي سيكون في إطار احترام السيادة الوطنية

محمد اليوبي

وجه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي، ناصر بوريطة، رسالة قوية من مقر البرلمان إلى دول الاتحاد الأوروبي، بدعوته لبلدان الاتحاد إلى الابتعاد عن منطق المساومة وابتزاز المغرب بملف وحدته الترابية، مؤكدا أن أي اتفاق مستقبلي ينبغي أن يكون في إطار احترام السيادة الوطنية على كافة التراب المغربي.

واعتبر بوريطة، في رده على مداخلات النواب البرلمانيين أثناء مناقشة الميزانية الفرعية لوزارته في اجتماع لجنة الخارجية بمجلس النواب، حسب ما جاء في تقرير اللجنة، بخصوص اتفاقية الصيد البحري مع الاتحاد الأوروبي، أن المغرب ينبغي أن يتخلص من منطق المساومة الذي تنهجه أوروبا من حين لآخر، مشيرا بهذا الخصوص إلى أن أي اتفاق مستقبلي ينبغي أن يكون في إطار احترام السيادة المغربية كمنطلق لأي اتفاق، كما حث على ذلك الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء. وأكد بوريطة على ضرورة إيجاد بدائل أخرى لاتفاقيات جديدة تحترم السيادة المغربية.

وأفاد الوزير، في عرض قدمه أمام اللجنة البرلمانية، بأن المغرب تمكن في السنتين الأخيرتين من تحقيق مكاسب وازنة في شراكته مع الاتحاد الأوروبي، سيما بتكريس سيادته على كافة إقليمه الوطني من خلال التوقيع على اتفاقيتي الفلاحة والصيد البحري في صيغتهما الجديدة، وباعتماد الإعلان السياسي حول «الشراكة الأوروبية المغربية للرخاء المشترك».

واعتبر الوزير أن هذه الدينامية المتجددة مع الشريك الأوروبي تتطلب تعزيز التنسيق واليقظة في مواجهة بعض المناورات الرامية إلى تقويضها، من قبيل لجوء مرتزقة «البوليساريو» إلى الطعون الواهية ضد الاتفاقيات.

لذلك، يضيف بوريطة، تواصل الوزارة عملها بهدف تحصين تلك الشراكة، وإجهاض المناورات العدائية على المستويين السياسي (التنفيذي والتشريعي) والقضائي، وفي هذا الإطار، تعمل الوزارة على حشد الدعم الضروري داخل مؤسسات الاتحاد والدول الأعضاء قصد إفشال مخططات المرتزقة، عبر توظيف استراتيجية عمل مشتركة تروم تدبير نتائج الحكم الابتدائي الأخير (2021/09/29) والإعداد لمرحلة الاستئناف التي يتوخى من خلالها المغرب والاتحاد الأوروبي تصحيح الاختلالات وإعادة الأمور إلى نصابها كما حدث سالفا، حفاظا على المكتسبات والمصالح العليا للمملكة.

كما ستواصل الوزارة حوارها السياسي رفيع المستوى مع أقطاب الاتحاد الأوروبي ومواكبة كافة أوجه وميادين التعاون القطاعي، بين مختلف الفاعلين، أخذا بعين الاعتبار مصلحة الطرفين، فضلا عن وضع شراكات قوية خاصة في ما يتعلق بقطاعات المستقبل کالبحث العلمي والطاقات المتجددة والرقمنة، وستتابع الوزارة عن كثب تفعيل استراتيجية الاتحاد الأوروبي الجديدة بشأن سياسة الجوار الأوروبية، لاسيما في شقيها الثنائي والأورو متوسطي، والبرمجة المالية ذات الصلة، خاصة وأن المغرب يستفيد من 7 من أصل 12 مشروعا رئيسيا في جدول أعمال الاستراتيجية الجديدة، كاعتراف من هذا الشريك بالمكانة المتميزة والدور الريادي اللذين يحظى بهما المغرب كفاعل جهوي مسؤول وذي مصداقية في الفضاء المتوسطي.

وأكد الوزير أن انخراط المملكة المغربية في شراكات متنوعة يعكس المكانة المتميزة التي تحظى بها على الصعيد الدولي، وذلك بفضل استقرارها الراسخ وموقعها المتميز واستقرار سياستها الخارجية. وفي هذا الإطار، كشف بوريطة أن المملكة ستواصل تعزيز هذه الشراكات بما يتلاءم ليس فقط مع التطورات الإقليمية والدولية فحسب وإنما الوطنية منها خاصة، وذلك بجعل هذه الشراكات تتمحور حول النموذج التنموي الجديد وتتهیکل على أساسه.

وأشار بوريطة إلى أن هذه السنة شكلت محطة فارقة في علاقة المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة عقب اعترافها بمغربية الصحراء، ويأتي ذلك في وقت احتفل فيه البلدان بالذكرى المئوية الثانية للهبة التي قدمها السلطان مولاي سليمان لحكومة أمريكا والمتمثلة في بناية بطنجة، مقر أولى البعثات الدبلوماسية لأمريكا في العالم .

وفي خطوة استباقية، إزاء التطورات السياسية التي تسجلها الساحة الأوروبية، حرص المغرب على التعاطي المبكر مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ببرغماتية أهلته إلى عقد اتفاق يضمن له التموقع الجيد بأسواق المملكة المتحدة وكشريك استراتيجي لها بإفريقيا، وفي نفس الاتجاه، قامت المملكة بتعزيز علاقاتها مع باقي الدول المؤثرة خارج الاتحاد الأوربي، على غرار الشراكة الاستراتيجية المعمقة مع روسيا وإحياء آليات التشاور السياسي مع تركيا.

وعلى صعيد آخر، أبرز الوزير أن الشراكة الاستراتيجية التي أسسها الملك محمد السادس مع الرئيس الصيني خلال الزيارة الملكية في 2016، أعطت ثمارها خلال هذه السنة كذلك، حيث دخلت العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية مرحلة متطورة من التعاون والتشاور السياسي وتعزيز العلاقات الاقتصادية، وبلورة أوجه التعاون المغربي- الصيني في مختلف المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى