النعمان اليعلاوي
قلل ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، من شأن تأثير الزيارة الرسمية الأخيرة لستيفان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، معتبرا أن «جنوب إفريقيا لا دور لها ولا وزن في ملف الصحراء»، وقال إنه «لا يجب أن نعطي لجنوب إفريقيا أكثر من حجمها، فجنوب إفريقيا منذ 20 سنة اتخذت موقفا سلبيا في سنة 2004، ماذا وقع؟ منذ ذلك الوقت إلى الآن، 27 دولة سحبت اعترافها، رغم التحرك والمواقف الجنوب إفريقية، ونصف أعضاء مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي (السادك) سحبوا الاعتراف، والثلث من المجموعة له قنصلية في الداخلة أو العيون». مضيفا أن «جنوب إفريقيا حاولت عرقلة مسار عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، وقد فشلت، كما أنها لم تتمكن من منافسة المغرب على رئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة».
في السياق ذاته، أشار بوريطة خلال ندوة صحفية، بعد انتهاء فعاليات المؤتمر الوزاري رفيع المستوى حول البلدان ذات الدخل المتوسط، أول أمس الثلاثاء بالرباط، إلى أن «هناك ثلاث نقاط نؤكد عليها، سواء معه أو مع الأمم المتحدة أو الجميع، المغرب عنده هذه العناصر الثلاثة غير خاضعة للنقاش أو للتفاوض أو للتلاعب»، مبرزا أن أول هذه المحددات «الأطراف المعنية بالنزاع الإقليمي حول قضية الصحراء المغربية معروفة حددها مجلس الأمن والواقع، وبالتالي لا أحد يستطيع مس هذه الأطراف المعنية الحقيقية بالنزاع، والمس بها خط أحمر»، وثانيها «آلية الاشتغال لحل هذا النزاع المفتعل، مجلس الأمن والأمم المتحدة أكدا على الموائد المستديرة كإطار وحيد، هذا بالنسبة إلى المغرب مسألة محسومة وغير قابلة للنقاش أو التفاوض».
وأشار بوريطة إلى أن «النقطة الثالثة متعلقة بنتيجة هذا المسار، وبالنسبة إلى المغرب والمجموعة الدولية الأمور واضحة لا يمكنها أن تكون إلا في إطار مبادرة الحكم الذاتي والسيادة المغربية والوحدة الترابية للمملكة المغربية، وهذه أيضا غير خاضعة للنقاش أو للتفاوض، سواء مع الأمم المتحدة أو الأمين العام أو أي طرف آخر. هذه العناصر الثلاثة هي المحدد الأساسي للعمل والتفاعل مع الأطراف الدولية أو المبعوث الشخصي، إذا لم تمس، فالمغرب منخرط في هذا المجال، وإذا مُست، المغرب يأخذ مسؤوليته وينبه»، مبينا أن «المغرب كان دائما مع جميع المبعوثين الدائمين يؤكد على أن الشفافية والتشاور والتنسيق هي سبل النجاح، هناك خطوط حمراء، ولكن هناك مبادئ للتعامل والتي يؤكد عليها المغرب دائما، وهذه معايير النجاح في أي مبعوث أممي، ومنذ البداية هذه المبادئ يؤكد عليها المغرب في حديثه مع دي ميستورا».
وفي السياق ذاته، أكد بوريطة أن «الممثل الشخصي يذهب إلى المريخ، سيكون نفس التعامل، جنوب إفريقيا ليس لديها الأهلية والقدرة، ولو كانت لها لأثرت في محيطها «السادك»، أو منذ 2004، كانت على الأقل ثلاث مرات عضوا غير دائم بمجلس الأمن، ولم توقف أي قرار من قرارات مجلس الأمن، وكلها قرارات ذهبت في اتجاه دعم مبادرة الحكم الذاتي، وتحديد أطراف النزاع، وتأكيد الموائد المستديرة»، مشددا على أن «جنوب إفريقيا حاولت منع المغرب من العودة إلى الاتحاد الإفريقي ولم تنجح، والنتيجة أن المغرب وصل إلى سنته السادسة في الاتحاد بعد العودة، وحاولت أن لا يدخل المغرب إلى مجلس السلم بالاتحاد، وهذه سنتنا الخامسة في هذا المجلس، بل المغرب يترأس هذا الشهر المجلس، ولو كان لها تأثير لاستطاعت التأثير وسط الاتحاد الإفريقي».