أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج ناصر بوريطة، أمس الخميس بالرباط، على أن “بهرجة وصخب” جنوب إفريقيا ومواصلتها سياستها المعاكسة للوحدة الترابية للمملكة، يعكس بشكل جلي “عجزها عن التأثير في الملف”.
واعتبر بوريطة في الندوة الصحفية التي جمعته بنظيرته البلجيكية اليوم الخميس 20 أكتوبر، أن ” ما شاهدناه من بهرجة وصخب في بريتوريا في اليومين الأخيرين يستدعي مجموعة من الملاحظات”.
وقال بوريطة، خلال ندوة صحفية عقب مباحثات أجراها مع نظيرته البلجيكية، حجة لحبيب، ردا على سؤال حول استقبال رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، لزعيم ميليشيا ” البوليساريو “، إن “وضع خرقة أو سجادة حمراء لا يغير في الملف شيئا، بل يعبر عن عدم القدرة على التأثير “، مبرزا أنها “ليست المرة الأولى التي تسلك فيها جنوب إفريقيا طريقا معاكسا للوحدة الترابية للمملكة”.
وأوضح بوريطة “أنه منذ 2005 وبريتوريا تتخذ مواقف متشددة، وهو ما يعتبر دليل عجز وليس قوة، فمنذ اعترافها بالمليشيا المسلحة اعتقدت أن إفريقيا ستتبعها ومعها العالم، وأنه باعترافها بكيان انفصالي ستساهم في إغلاق الملف”.
وتابع بوريطة “لكن على أرض الواقع تبين أن العكس هو الذي حصل، إذ لم تتمكن جنوب إفريقيا، رغم حصولها على مقعد في مجلس الأمن لثلاث مرات، من التأثير في الملف أو أن تغير الوضع”.
وشدد بوريطة على أن “حلا قائما على الشرعية الدولية، يميز بين الدولة والميليشيا، وبين علم وخرقة، هو ما ينتظره الناس من بلد يتمتع بمصداقية »، مؤكدا أن “المغرب سيستمر في الدفاع عن مصالحه، واستعمال جميع الآليات المتاحة “، لافتا إلى أن سلوك بريتوريا في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية يسيء للعلاقات الثنائية وكل ما تم بناؤه، لا سيما في الجوانب الاقتصادية.
وقال بوريطة أنه” لايمكن لمقاولة جنوب إفريقية أن تجني الأرباح بالمغرب وتقف مكتوفة الأيدي أمام ما تقوم به حكومتها »، مذكرا بالخطاب الواضح الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 20 غشت المنصرم، والذي أكد فيه جلالته أن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم “.
وأشار بوريطة إلى أن ” المغرب لم يتفاجأ بما يقع (من طرف بريتوريا)، لأنه أمر اعتدنا عليه، وليس له أي تأثير “، مضيفا أن ” كل ما زرعته جنوب إفريقيا في الماضي، ستحصده في المستقبل، أي أنه لن يكون هناك تأثير على الملف وتطوره والمسار الذي اتخذه “.
ووفق بوريطة، فإن ما حصل بعد 2005، هو أن نصف بلدان القارة الإفريقية فتحت قنصليات في الصحراء المغربية، منها دول مجاورة بشكل مباشر لجنوب إفريقيا، التي صارت ترى اليوم 90 دولة تدعم مخطط الحكم الذاتي منها 30 دولة إفريقية، و37 دولة سحبت اعترافها بالكيان الوهمي، وهو الرقم الذي سيعرف ارتفاعا في المستقبل.