الفوج الأول من خريجي المدارس العليا حصل على نتائج ضعيفة في مباراة توظيف الأساتذة
أجرت وزارة التعليم العالي إحصاء يهم نتائج مشاركة الفوج الأول من خريجي المدارس العليا للتربية والتكوين في مباراة توظيف الأساتذة، وفيها تبين أن خريجي هذا الفوج حصلوا على نتائج ضعيفة قياسا لخريجي الكليات الجامعية العادية، كما تم عقد لقاءات مطولة على صعيد الجامعات لتحليل هذه النتائج ومحاولة تشخيص الأسباب. هذه النتائج كانت سببا مباشرا في دخول الوزيرين بنموسى والميراوي في سباق ضد الساعة لتنزيل البرنامج الحكومي المتعلق بتكوين الأساتذة، والذي يقترح مؤسسة جديدة تحمل اسم «كلية التربية».
نتائج صادمة للفوج الأول
في الوقت الذي كان يراهن فيه المسؤولون على المدارس العليا للتربية والتكوين على نتائج إيجابية للفوج الأول من طلبة هذه المدارس، فوجئ هؤلاء بنسبة النجاح الضعيفة، حيث هناك شعب داخل هذه المدارس يتراوح فيها عدد الناجحين ما بين ثلاثة وخمسة مترشحين، علما أن عدد الطلبة داخل كل شعبة من هذه الشعب يتجاوز ثلاثين طالبا، خضعوا لتكوين، يقول مهندسو هذه المدارس إنه تكوين يؤهل الخريجين لاجتياز مباراة توظيف الأساتذة بسهولة، كما يؤهلهم لمزاولة هذه المهنة بعد سنة تكوينية إضافية في المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين.
التحليلات المتعددة التي خضعت لها نتائج هذه التجربة انصبت حول ضعف الالتقائية بين التعليمين المدرسي والعالي. ذلك لأن واضعي اختبارات الشق الكتابي لمباراة توظيف الأساتذة ركزوا على الجوانب المعرفية التخصصية بشكل رئيسي في حين تم إهمال الجوانب الديداكتيكية والبيداغوجية، وهي جوانب يتم التركيز عليها بشكل كبير في منهاج تكوين طلبة المدارس العليا للتربية والتكوين.
ترجيح كفة المعارف التخصصية على حساب علوم التدريس رجح كفة خريجي الكليات ذات الاستقطاب المفتوح، حيث لم تتعد نسبة النجاح في العديد من الشعب التابعة للمدارس العليا 10 في المئة.
ضعف هذه النتائج الناجمة عن غياب الالتقائية بين قطاعي التعلم المدرسي والعالي دفع الوزيرين بنموسى والميراوي إلى محاولة استدراك الأمر، ووضع تصور يشمل مواصفات ولوج المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين التابعة لقطاع التربية الوطنية، وأيضا مواصفات تخرج المدارس العليا للتربية والتكوين التابعة للجامعات.
كليات التربية
بعد النتائج التي وصفت بالكارثية، جراء رسوب الآلاف من طلاب سلك الإجازة في التربية خريجي المدارس العليا للتربية في الجامعات المغربية، لولوج مهنة التدريس عبر بوابة أساتذة التعاقد، اضطر الوزيران شكيب بنموسى وعبد اللطيف الميراوي لعقد اجتماع مشترك بينهما بهدف تطوير سلك الإجازة في التربية.
وبحسب ما نشرته الصفحة الرسمية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، من دون وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، فإن الاجتماع يعد الثاني من نوعه للجنة قيادة برنامج تطوير سلك الإجازة في التربية، والذي هم تعزيز جاذبية مسالك الإجازة في التربية، وكذا توسيع وتجويد العرض التربوي بهذه المسالك، فضلا عن تقوية التمفصل بين فضاءات تكوين المدرسين لاسيما بين فضاء التكوين الأكاديمي بالجامعة وفضاء التأهيل المهني بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين.
وبحسب المصدر ذاته، فقد تم، خلال هذا الاجتماع، تقديم عرض صاغته اللجنة بناءً على توجيهات الوزيرين بنموسى والميراوي لبلورة تصور سبل ومراحل تحقيق أهداف البرنامج المذكور على المدى القريب والمتوسط، وكذا الوسائل والإمكانيات اللازمة لذلك.
وأكد الوزيران، خلال هذا الاجتماع، على محورية تملك اللغات من قبل خريجي أسلاك الإجازة، وأهمية الرقمنة في تجويد التكوين بهذه الأسلاك، وكذا ضرورة تطوير البحث في هذا المجال للرقي بمهن التربية والتكوين على كل المستويات، وهذا التصور يعتمد مؤسسة جديدة ستحمل اسم «كلية التربية»، والتي سبق للبرنامج الحكومي أن تبناها، في سياق تجديد مواصفات توظيف المدرسين وتكوينهم وتحسين شروط مزاولتهم لمهنتهم.