الأخبار
عقدت اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، أول أمس السبت، اجتماعا بمقر الحزب بحي الرياض بالرباط، في أجواء مشحونة، بعد منع أعضاء الحركة التصحيحية من حضور أشغال الاجتماع، الذي انعقد في إطار التحضير للمؤتمر الوطني المقبل، حيث يخطط الأمين العام للحزب، نبيل بنعبد الله، للاستمرار على رأس قيادته لولاية رابعة.
وشهد محيط المقر المركزي لحزب «الكتاب» حالة استنفار قصوى، بعد حضور عدد كبير من المحسوبين على الحركة التصحيحية، ما تسبب في تأخر انطلاق أشغال الاجتماع لمدة ساعتين، قبل أن يعطي الأمين العام تعليماته لحراس الأمن الخاص بمنع أعضاء تيار «سنواصل الطريق» من الدخول إلى المقر، وتجند مقربون منه لتحديد هوية المغضوب عليهم، الأمر الذي رد عليه أعضاء التيار بإغلاق مدخل الحزب، ومنع دخول أي شخص لم يسمح له بالدخول إلى قاعة الاجتماعات، كشكل احتجاجي على الأمين العام للحزب، الذي يسعى بكل الطرق إلى ضمان ولاية رابعة على رأس الحزب.
ووفق ما عاينته «الأخبار»، فإن العشرات من أعضاء الحركة التصحيحية «سنواصل الطريق» أغلقوا مدخل مقر الحزب، احتجاجا منهم على قرار منعهم من حضور اجتماع اللجنة المركزية، باعتبارهم أعضاء في هذه اللجنة، فيما تكفل فريق من 14 شخصا بفتح نقاشات مع أعضاء اللجنة للتعريف بأهداف الحركة، ورغبتهم في قطع الطريق أمام بنعبد الله للحصول على ولاية رابعة، وهو ما أغضب هذا الأخير، الذي أعطى تعليماته لحراس الأمن الخاص لطرد المعارضين له بالقوة.
ورغم تجنيد جيش من حراس الأمن الخاص، وفرتهم شركة في ملكية مستشار جماعي بمدينة سلا، فإن ذلك لم يمنع شباب تيار «سنواصل الطريق» من إغلاق مدخل الحزب، مطالبين نبيل بنعبد الله بالخروج لفتح حوار معهم، كما طالبوا بإخراج أزيد من 100 شخص ليسوا أعضاء باللجنة المركزية، استقدمهم عضو بالمكتب السياسي للتغطية على مقاطعة الاجتماعات، وهو ما اعترف به نبيل بنعبد الله خلال الكلمة الافتتاحية التي ألقاها.
واستمر التجاذب بين حراس الأمن الخاص وأعضاء تيار «سنواصل الطريق» لمدة ساعتين، في وقت فشلت مساعي نبيل بنعبد الله في استدعاء الأمن لطرد المحتجين، الذين تجمهروا خارج المقر مرددين شعارات قوية ضده، قبل أن يستعين بأعضاء من إدارة الحزب وبعض الحاضرين لتشكيل سلسلة بشرية لمنع المعارضين له من الاقتراب من باب المقر، ووجه بنعبد الله تعليمات لأتباعه بسحق كل من اقترب منهم بعبارة «عفط على مو».
ووفق ما عاينته «الأخبار»، فإن نبيل بنعبد الله أعطى انطلاقة أشغال دورة اللجنة المركزية بمن حضر، بعد تأخر لمدة ساعتين، في حين كان عدد كبير من أعضاء اللجنة خارج القاعة، بعدما فشلت جميع الترتيبات التي أعدها في إحباط احتجاج الحركة التصحيحية، حيث عمم مدير مقر الحزب رسالة قصيرة، مساء الجمعة الماضي، يدعو من خلالها أعضاء اللجنة للالتحاق قبل الساعة الثامنة صباحا، وتناول فطور جماعي لإحباط احتجاج الحركة التصحيحية.
وناقشت اللجنة المركزية تسريع وتيرة الإعداد للمؤتمر الوطني الحادي عشر، على أساس عقده عند منتصف نونبر المقبل، كما قدمت قيادة الحزب ورقة تأطيرية تهم بعض التعديلات المقررة، والزمن المحدد لعقد بعض الاستحقاقات، وسط تصاعد الاحتقان والغموض حول مستقبل الحزب.
وأكد بنعبد الله خلال تقديمه لتقرير المكتب السياسي، أمام أعضاء اللجنة المركزية، أنه يتعين جعل كافة عمليات التهييء للمؤتمر، ومن الجموع العامة المحلية والمؤتمرات الإقليمية، محطات للنقاش الفكري والسياسي، عبر لقاءات وندوات وموائد مستديرة داخل الحزب، وأيضا مع المواطنات والمواطنين، وجميع الفاعلين المجتمعيين.
وقدم الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في هذا السياق، مختلف لجان التحضير للمؤتمر والمسؤولين عنها، وهي اللجنة التحضيرية الوطنية، ولجنة الوثيقة السياسية، ولجنة القانون الأساسي، ولجنة الانتداب، ولجنة التواصل، ولجنة اللوجستيك والمالية، مشيرا إلى أن هذه اللجان ستشرع في الاشتغال، منذ الأسبوع المقبل. وسيكون آخر أجل لتقديم نتائج أعمال اللجان التحضيرية هو بداية شهر شتنبر 2022، في أفق عقد آخر دورة للجنة المركزية، التي تسبق المؤتمر، مباشرة بعد ذلك، وأوضح أن الدورة المركزية المقبلة، من المقرر أن تعرف المصادقة على جميع جوانب المؤتمر الوطني، وعلى جدول أعماله، وعلى مشاريع الوثائق، مسجلا أنه من المرتقب تنظيم المؤتمر في منتصف شهر نونبر من السنة الجارية 2022.
وأبرز بنعبد الله أن الجموع العامة المحلية والمؤتمرات الإقليمية، وعدد المؤتمرات والمؤتمرين، ومعايير اختيارهم، كلها أعمال تحضيرية يتعين أن تخضع لأقصى درجات الجدية والموضوعية والاحتكام إلى معايير العمل والعطاء والحضور والالتزام والكفاءة والانفتاح على الطاقات، وذلك من أجل تنظيم مؤتمر وطني نوعي يسوده النقاش الفكري والسياسي العالي، مقترحا في هذا الإطار أن يكون عدد المؤتمرات والمؤتمرين ما بين 800 و1000.