يواصل مجلس العاصمة الاقتصادية تجاهله للبنايات التاريخية والكولونيالية بقلب المدينة، بعد تزايد وتيرة انهيارها جزئيا، مشكلة خطورة على المارة والساكنين ومن يستعملون محيطها في ركن السيارات.
وتخيف مجموعة من البنايات مستعملي الطريق والشوارع المحاذية لها، بالنظر إلى الوضعية المتردية التي باتت عليها، في وقت يلجأ العشرات من المواطنين إلى محلات بجوارها من مقاه ومحلات متخصصة في تقديم الوجبات السريعة، بالنظر إلى تقديمها خدمات نوعية تغري الزبناء.
واضطر المسؤولون ومالكو إحدى البنايات التي ما زالت مأهولة سكنيا بشارع حسن الصغير، إلى وضع لافتات تمنع المارة من المرور أو العبور تحتها أو سلك الطريق بمحاذاتها، لتفادي خطر سقوط أجزاء منها، في تطبيق لتعليمات مجلس العاصمة الاقتصادية، وتنصل من مسؤولية إعادة ترميمها من جديد.
من جهته، خصص مجلس الدار البيضاء خلال ولايته الانتخابية التي توشك في الأسابيع القليلة المقبلة على نهايتها، أزيد من 5 ملايين درهم لإعادة ترميم البنايات التراثية والتاريخية، ضمنها أملاك الجماعة، من أجل الحفاظ على الأملاك التراثية التي تزخر بها المدينة.
وضمن المشاريع المتعثرة في الاهتمام بالتراث العمراني «لارديكو»، إحداث مركز توثيق لهذا النوع من التراث، بعد إبرام اتفاقية مع شركة الدار البيضاء للتراث بقيمة تصل إلى مليوني درهم، إلا أن المجلس فشل إلى حدود كتابة هذه الأسطر في إيجاد مكان لإحداث هذا المركز.
وفي المقابل يبرر مجلس العاصمة الاقتصادية عدم شروعه في ترميم وإعادة تهيئة هذه البنايات التاريخية والكولونيالية، بالظروف الوبائية التي تمر منها البلاد، وما يوازيها من صعوبة تعبئة الموارد المالية، بسبب الظرف الاستثنائي وعدم التزام الشركاء في الآجال المحددة، بالإضافة إلى عدم تسوية الوضعية القانونية للعقارات التي تتطلب مدة طويلة مرتبطة بآجال قانونية.
من جهة أخرى، أغلقت السلطات على مستوى شارع محمد الخامس جنبات محاذية لبناية شهدت، قبل أسابيع، انهيار شرفة من الطابق الرابع، مباشرة قرب أحد المقاهي المجاورة، فيما تسبب الحادث في إرباك حركة السير والتنقل بعين المكان، من وإلى شارع محمد الخامس.
وقبل حوالي شهر، انهار سقف أحد المحلات التجارية لبناية كولونيالية، على مستوى شارع إبراهيم العمراوي، بمحاذاة ممر الكلاوي، دون أن تخلف الواقعة خسائر بشرية، فيما طوقت عناصر الوقاية المدنية المكان مباشرة بعد الحادث.