يفوض الرئيس محمد بودريقة، بعض القطاعات لفائدة 4 نواب فقط، على أساس تدبيرهم حصرا للخدمات الإدارية لا غير، ومنح بعض الوثائق الإدارية للمرتفقين الراغبين فيها، ما سبب حالة من «البلوكاج» في ما يتعلق بالرخص التجارية ورخص البناء والشؤون الاقتصادية، بحيث يطرح الانقطاع عن مزاولة المهام داخل المقاطعات بدون مبرر لأزيد من شهرين إشكاليات بالعزل عن المهام.
حمزة سعود
أبدت المعارضة بمقاطعة مرس السلطان، امتعاضها من الغياب المستمر للرئيس محمد بودريقة، منذ حوالي شهرين، ما تسبب في تعطيل مصالح المقاطعة وسيرها كمرفق تابع لجماعة الدار البيضاء، وما حال دون الاستجابة لحاجيات وملفات ساكنة الأحياء التي تبقى المقاطعة وصية على تدبيرها.
وتشير المعارضة إلى أن اللجان الدائمة لم تعقد أي اجتماع منذ أشهر قبل فترة غياب الرئيس محمد بودريقة لأسباب صحية خارج المغرب، دون أن يتم تسليم الرخص التجارية إلى الجهات التي تقدمت بطلبات الحصول عليها، أو رخص البناء، أو الشؤون الاقتصادية، والتي لم يفوض فيها الرئيس أية صلاحيات لفائدة نوابه، واحتفظ بتدبيرها لصالحه بشكل استثنائي، علما أن بعض هذه التفويضات لا تقبل منحها للنواب بموجب مذكرات من جماعة الدار البيضاء.
وتفوض جماعة الدار البيضاء مجال التأشير على الرخص التجارية ورخص البناء حصرا إلى رؤساء المقاطعات، دون إمكانية إعادة تفويضها لنوابهم أو التصرف فيها باسم الرئيس، وهو ما يخلق حالة من «البلوكاج»، في ظل غياب الرئيس محمد بودريقة، إذ يتوجه المواطنون يوميا إلى مقاطعة مرس السلطان، ويعودون دون قضاء أغراضهم.
وينص المشرع المغربي، في النظام الداخلي للمقاطعات، في المادة 243 على أن انقطاع رئيس مجلس المقاطعة عن ممارسة مهامه على إثر الوفاة أو الاستقالة الاختيارية أو الإقالة أو العزل أو لأي سبب من الأسباب، يلزم المقاطعة على أن يقوم مقام الرئيس النواب ويستمر باقي الأعضاء في مزاولة مهامهم، على أن يتم انتخاب من يخلف الرئيس، بتوصية من وزارة الداخلية، عبر مراسلة إلى جماعة الدار البيضاء من أجل انتخاب من يخلف رئيس المقاطعة المتغيب.
واجتمع أعضاء المعارضة، مع الرئيس محمد بودريقة، في الـ5 من يناير الماضي، بحيث طلب الرئيس من جميع الأعضاء التنسيق مع النواب الـ4، في مرحلة غيابه، من أجل تدبير كافة مصالح المقاطعة وشؤون المواطنين.
وشهدت دورة يناير تغيبا للرئيس محمد بودريقة، دون الإدلاء بتفاصيل التغيب في شكل شهادات طبية أو مبررات للغياب، لمدة تصل الإثنين المقبل إلى شهرين متتابعين. كما أن دورة شتنبر لم تتضمن أية نقطة تتعلق بالدور الآيلة للسقوط بالتزامن مع موسم التساقطات المطرية، في ظل تضرر بعض المنازل المتداعية بناياتها والمهددة بالانهيار، بحيث عبرت المعارضة خلال دورة شتنبر، وهي الدورة الأخيرة التي شهدت حضور الرئيس، عن وجود فراغ في جدول الأعمال في ملف الدور الآيلة للسقوط.
وتنتظر المعارضة بمقاطعة مرس السلطان تدخل عمالة الفداء مرس السلطان لمعرفة مصير وأسباب انقطاع الرئيس عن مزاولة مهامه لأزيد من شهرين، على أن يحال الملف على عمدة الدار البيضاء في حال الامتناع عن إدلاء الرئيس بتفاصيل حول تغيبه بموجب إنذارات في شكل مراسلات.