محمد اليوبي
وصلت المخاوف من انتشار حشرة «بق الفراش» الفرنسي إلى البرلمان، حيث وجه فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب سؤالا كتابيا إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، حول التدابير والإجراءات المتخذة لمواجهة تسرب هذه الحشرة التي أرعبت الفرنسيين إلى المغرب.
وطالب النائب البرلماني، محمد التويمي بنجلون، بالكشف عن التدابير والإجراءات الوقائية المتخذة من طرف وزارة الصحة لمواجهة إمكانية تسرب حشرة “البق” المنتشرة بتراب فرنسا إلى بلادنا، وأثر ذلك على الصحة العامة، وكذلك البروتوكول الصحي الواجب اتباعه لتفادي تسرب هذه الحشرة إلى التراب الوطني. وأشار النائب البرلماني إلى أن عدداً من المدن الفرنسية تعرف انتشاراً لـحشرة “البق” المصاصة للدماء، والخطيرة على الصحة العامة في أزيد من 1.5 مليون مسكن داخل تراب فرنسا، وكذا داخل عدد من المنشآت الحيوية، سواء دور السينما والمسارح العمومية ومحطات القطار ميترو الأنفاق إلى جانب عدد من المؤسسات العامة والخاصة، وهو ما خلف حالة من الفزع والذعر في صفوف المواطنين والسياح المتواجدين بفرنسا.
وأكد التويمي أنه، واعتبارا لارتباط المملكة المغربية بفرنسا عبر عدد من المداخل الحدودية البحرية والجوية، وعبر شبكة الموانئ والمطارات؛ أصبح من اللازم الاشتغال على تنفيذ بروتوكول صحي استباقي يطبق على مختلف الوافدين على المغرب القادمين من داخل التراب الفرنسي وكذا جميع البضائع والسلع التجارية الواردة من داخل فرنسا أو عبرها، مخافة تسرب الحشرة الضارة وانتشارها بالتراب الوطني، مما قد تكون له تداعيات جد سلبية على الصحة العامة.
وأعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أول أمس الثلاثاء، عن تفعيل نظام اليقظة الصحية لمواجهة أي احتمال لتسرب حشرة بق الفراش إلى التراب الوطني. وأوضحت الوزارة، في بلاغ صحفي، أنها، تفاعلا مع خبر انتشار حشرة بق الفراش في إحدى الدول الأوروبية، ومن أجل ضمان عدم دخولها إلى التراب الوطني عبر البوابات الحدودية للمملكة، باشرت، بتنسيق مع مختلف السلطات العمومية المتدخلة في مجال المراقبة الصحية على الحدود، عملية تفعيل نظام اليقظة الصحية والرصد الاستباقي تحسبا لأي تسلل وانتشار لهذه الحشرة.
وفي هذا الصدد، تخبر الوزارة الرأي العام أنه على إثر إنذار صادر عن ربان سفينة قادمة من ميناء مرسيليا بفرنسا يوم 2 أكتوبر الجاري، بعد الاشتباه في وجود بق الفراش في مقصورة الطاقم، قامت مصالح المراقبة الصحية الحدودية بميناء طنجة المتوسط، التابعة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بتفعيل الإجراءات التي يتم العمل بها في مثل هذه الحالات، بحيث دأبت على إجراء تفتيش دقيق لجميع مكونات السفينة وحمولتها والأماكن العامة على متنها، وبينت نتيجة التفتيش عدم وجود أي حشرة على متن السفينة بما في ذلك بق الفراش.
وأشار البلاغ إلى أن مصالح المراقبة الصحية التابعة للوزارة على مستوى ميناء طنجة المتوسط وباقي نقط العبور البحرية والجوية والبرية، تقوم، بمعية مختلف القطاعات، بفحص دقيق وشامل لجميع وسائل النقل التي تدخل أو تخرج من هذه المعابر الحدودية بشكل دوري وفقا لإجراءات المراقبة الصحية على الحدود الوطنية وتماشيا مع المعايير الدولية على النحو الموصى به في اللوائح الصحية الدولية (2005).
وتؤكد وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أن هذه التدابير تأتي في إطار حرصها على سلامة المواطنين والمحافظة على الصحة العامة، والحيلولة دون تسلل هذه الحشرة إلى التراب الوطني. كما توصي المواطنات والمواطنين بإبلاغ السلطات الصحية والعمومية في حال رصدها.