شوف تشوف

الرئيسيةرياضة

بعض لاعبي المنتخب المغربي في التسعينات كانوا يملكون الحصانة كالبرلمانيين

عبد الخالق اللوزاني (مدرب المنتخب الوطني سابقا)

هل ضاعت جهودك بسبب حروب صغيرة؟

في الحروب الصغيرة يموت أبطال كبار، إذا عدنا إلى التاريخ سنقف على هذه الحقيقة ونكتشف كيف يضيع الرجال بسبب معارك بلا قضية وبلا هدف أحيانا لكننا نجد أنفسنا وسطها، في حين أن المعارك الكبرى يجب أن تكون ضد التخلف، ضد الجهل وضد زارعي الفتن. لقد كنت أدرك دوما أن التنازلات في المغرب من أجل مصلحة عامة قد تؤدي بك لتعطي خدك الأيسر لمن صفعك على خدك الأيمن. في كرة القدم التنازلات هي معادلات غير مستقيمة، خاصة عندما يكون الهدف واضحا. الذين يعرفون اللوزاني جيدا يعلمون أن مواقفي ثابتة إلا في بعض الأحيان، خاصة مع المنتخب. لا يسكنني العناد بل يسكنني القلق حين أجد المسامير في طريقي.

 

بعد الخروج المذل للمنتخب المغربي من الدور الأول لمونديال أمريكا، هل رد إليك الاعتبار؟

قررت، بعد إقالتي، ألا أعير اهتماما للحروب الصغرى وأترك الجمل بما حمل كما يقال. لهذا كنت أقضي وقتي في مسقط رأسي، لأن إقالة المدربين فرصة لهم لينعموا باستراحة ويجددوا العهد مع أصدقائهم وعائلاتهم ويصلوا الرحم مع أحبابهم. في تلك الفترة التي تتحدث عنها كنت أقضي ساعات في مقهى «الكوكياج» بالصويرة، كنا نجتمع، أنا وأصدقائي، لساعات وكأننا في صالون ثقافي يجتمع فيه رجال الفن والفكر والتجار ولا تأخذ منا كرة القدم إلا حيزا قليلا من المناقشة.

 

هل كنتم في جلساتكم تناقشون أسباب الإخفاق؟

لا يوجد مغربي لا يناقش نتائج المنتخب سواء أكان يفهم الكرة أو كان غريبا عنها، لكني كنت دوما متمسكا بقناعاتي وهي أن ذاك الجيل لم يكن يستحق الخروج من المونديال صاغرا، أما أسباب الإخفاق فكنت أقولها دون خوف وأنا في المنتخب لا خارجه. صدقني لولا تدخل المسؤولين القائمين على الشأن الكروي حينها في ما هو تقني، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه، من حقهم استبدالي وتعيين مدرب آخر، لكن بأخلاق وحوار. للأسف نحن شعب لا نعرف كيف نفترق. لقد بدا لي وللذين يفهمون الكرة جيدا أن هدفهم كان هو التحكم في الفريق الوطني، كانوا يريدون اسما قادرا على قبول صفة ناخب وطني دون أن يمارسها بكل تفاصيلها.

 

هل كنت تمارس صلاحيات الناخب الوطني فعلا؟

أنا من كان يحدد لائحة اللاعبين وأنا من كان يتحكم في الطاقم المساعد لي، وأنا من ينقل للجامعة احتياجاتنا كفريق وطني على أمل توفيرها. لقد استخدمت المنطق في تكوين الفريق الوطني باعتماد نواة من لاعبي فريق الوداد البيضاوي المتوج باللقب القاري لسنة 1992، بالإضافة إلى لاعبي الكوكب المراكشي والجيش الملكي، وقلة من المحترفين كان من بينهم عبد الله ناصر. لكن ما أن تم استبدالي وجيء ببليندة حتى تغيرت معطيات عدة، فلم يتم استدعاء بعض اللاعبين البارزين على غرار فرتوت، أبرامي، لكراوي وآخرين فيما تم استدعاء البعض ممن لم يخوضوا ولو مباراة واحدة، على غرار كشلول، التريكي وأسماء أخرى لا تحضرني. ماذا يحصل في مثل هذه الظروف؟ سيحصل التشويش في المعسكر وستتناول الصحافة موضوع اللاعبين الذين سقطوا من لائحة المونديال.

 

أنت، أيضا، أصدرت عقوبات في حق لاعبين أخلوا بالنظام الداخلي وكانت هناك تدخلات أعادتهم للفريق الوطني..

حصل هذا في معسكر خارجي، حيث تأخر بعض اللاعبين عن الموعد الذي حددته للعودة إلى مقر الإقامة، فأصدرت أمرا بإبعادهم عن المنتخب لكن تدخل وزير الرياضة بلقزيز ودعاني للصفح عنهم، غير أنني لم أسمح لهم بالدخول إلا بعد أن اعتذروا لزملائهم وليس لي أنا. لقد تبين لي، مع مرور الوقت، أن بعض لاعبي المنتخب يملكون الحصانة كالبرلمانيين.

 

هناك من اتهم بعض اللاعبين بتفويت نتيجة مباراة المغرب ضد السعودية..

«حرام عليهم»، من يروج هذا الكلام لا علاقة له بالكرة، وإذا كنت تقصد حارس مرمى المنتخب في المونديال فأنا أعرف جيدا حرصه على الدفاع عن القميص الوطني. لقد حمل شارة العمادة والعميد لا يبيع وطنه. لكن تغيرت التشكيلة الأساسية بين المباراة الأولى والثانية، حيث تم استبدال أزيد من أربعة لاعبين وانهزمنا بسذاجة.

 

لكن الحارس سيغيب عن المباراة الأخيرة، هل كان تغييبه خطأ؟

لا أظن أن المدرب بليندة هو من أبعده عن تشكيلة المباراة الثالثة، أنا على يقين بأن المتحكمين في الفريق الوطني هم الذين فعلوا ذلك، أو أن الحارس نفسه طلب إعفاءه بسبب حجم الضغط وهجوم الصحافة عليه، ولحسن الحظ أن وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن قد ظهرت بعد.

 

هل كان هناك لاعبون لا يستحقون حضور المونديال؟

بالتأكيد لأن المشاركة في المونديال تدفع المدرب لاختيار أجود اللاعبين بعيدا عن جبر الخواطر. على ذكر اللاعبين، فقد أوضح الحضريوي أنني أنا من قام بالمناداة عليه للحضور رفقة المنتخب الوطني في ظرفية كان الظهير الأيسر «محفظا» من الداودي. عدد من جماهير المنتخب الوطني رفض فكرة ضمه للمجموعة، خاصة في ظل نجومية الداودي، لكني ساعدته نفسيا على شغل هذا المركز الذي سيعمر فيه طويلا، منحته في جلسات بيننا ما يكفي من جرعات الثقة والبقية تعرفونها ويعرفها هو أيضا.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى