شوف تشوف

الرئيسيةبانورامارياضة

بعد عملية معقدة على الظهر سنة 1997 استطاع فيكتور المشي مجددا بل وربح بطولة السكواتش

الأخبار

 

 

«لكي أكون صادقا، أنا في التسعين من العمر الآن، ولا أزال ألعب ضد هؤلاء الشباب الذين هم بعمر الثلاثين، أو الخامسة والثلاثين. يستمرون في النظر إلى الكرة، بينما أنا أواصل ضربها بالمضرب إلى أن يرتكبوا الأخطاء».

هنا يتحدث فيكتور المالح، خمس سنوات قبل وفاته (توفي سنة 2014)، وهو بعمر التسعين، عن سر شغفه برياضة السكواتش وانغماسه فيها في ما يشبه التعبد.

نصحه بعض الأطباء بالتوقف عن لعب الرياضة التي تشبه كثيرا لعبة التنس الشهيرة، لكنها تتطلب جهدا إضافيا ومرونة لملاحقة الكرة وهي ترتطم بالجدار لتعود مرتدة في الاتجاه الآخر. لكنه كان يضحك ويواصل اللعبة بكل إصرار رغم ما تنطوي عليه من مخاطر. أخبرته مرة زوجته «سونو» أن يفكر جديا في التوقف عن اللعبة الخطيرة على سلامته البدنية وهو في سن التسعين، قائلة: «تخيل ماذا سيحدث لو سقطت بقوة على الأرض أو التوى كاحلك. الكسر في سنك يصعب شفاؤه». كان رد فيكتور المالح غاية في العمق والسخرية: «اتركي ذلك يحدث». قالها بنبرة نيويوركية خالصة هي نتاج إقامته الطويلة في نيويورك. أما نجاحه في عالم الاقتصاد الأمريكي فسببه جينات خالصة من مدينة الصويرة حيث العائلات اليهودية برعت في تكوين ثروات ومقاولات تجارية عائلية ناجحة في القرن 19.

 

عملية جراحية معقدة

سنة 1997، توقع معارف فيكتور المالح أن يودع الأخير الحياة بسبب عملية جراحية بُرمجت لكي تُجرى له على مستوى الظهر. رغم أنه كان رياضيا إلا أنه كان يعاني من آلام مبرحة في الظهر. ربط شفاؤه بمعجزة. يقول: «خضعت إلى عملية جراحية معقدة سنة 1997، لكني بقيت قادرا على اللعب بل والمشاركة في المنافسات.

العملية جعلتني غير قادر على التحرك لفترة. لم أظن أنني سأكون قادرا على العودة إلى اللعب مرة أخرى لأن الآلام كانت متواصلة وقاسية.

لكن بعد ذلك، وبمعجزة، ذهبت كل الآلام بعيدا. لكن كعوارض للعملية كنت غير قادر على تحريك رجلَيّ إلى درجة أنني كنت عاجزا تماما عن الحركة. وبالتالي كنت عاجزا عن لعب «الدوبل» رياضتي المفضلة».

كلام فيكتور المالح لم يخل من طرافة، فقد أكد أثناء روايته للواقعة أنه لعب السكواتش وكان منافسوه يكتفون بضرب الكرة في اتجاه رأسه لكي ترتطم به وترتد. لم يكن قادرا على الإقلاع عن اللعب بعد إجرائه للعملية على الظهر وهو في سن متقدم جدا.

 

رجل حديدي

بعض الشهادات التي صيغت في حق فيكتور المالح قيد حياته تشير إلى أنه كان رجلا صارما في إدارة شركاته. وكان يسيرها بنفس الطريقة التي يلعب بها السكواتش، والتي جعلته يربح المنافسات رغم أنه بلغ تسعين سنة من العمر. السر، حسب العاملين معه، أنه كان يعرف متى يتحرك ومتى يتوقف، ولم يكن يبذل مجهودا كبيرا مثل منافسيه. كانت المحاولات التي يقوم بها خالية تماما من المغامرة غير المعروفة العواقب. وهو ما جعله في الرياضة كما في الحياة، يتحرك بتكتيك مدروس، إلى درجة أن بعض منافسيه في الصفقات كانوا يحذون حذوه، ويبتعدون عن كل الصفقات التي حاول هو أن يتجنبها.

مرة اتهم فيكتور المالح بالاغتناء من وراء أزمة الحرب العالمية الثانية. واتهم باستغلال التحول الاقتصادي لما بعد الحرب لكي يراكم ثروة كبيرة، رغم أنه لم يشارك في الحرب. لم يكن يرد في الصحافة على تلك الاتهامات، لكنه كان يعبر في مرات كثيرة عن مواقفه السياسية، خصوصا خلال حفلات معارض لوحاته الفنية التي باعها بملايين الدولارات، ولا يزال بعضها إلى اليوم معروضا في متحف نيويورك وفي صالونات العرض في مدن أمريكية أخرى.

كان فيكتور المالح معاديا للحروب، لكنه لم يكن معارضا سياسيا أمريكيا رغم أنه كان بإمكانه التأثير في الانتخابات. لكنه ابتعد ليكتفي بتدبير إمبراطوريته المالية.

كان فيكتور المالح من النوع الذي لا ينفتح كثيرا على أناس لا يعرفهم. والدليل أنه دبر مشاريعه بمعية أناس تعرف عليهم سنة 1948 واشتغل معهم إلى أن توفي أغلبهم أو تقاعدوا تماما من عالم المال والأعمال. وحتى عندما عمل مع أناس جدد، كان ذلك من خلال علاقات ابنه «نيكو» الذي يدير اليوم إمبراطورية اقتصادية أخرى في نيويورك عمل على تطويرها خلال حياة والده وشاهد بعينيه نجاح ابنه دون اعتماد على ما ورثه من والده.

لذلك كان فيكتور المالح يتعرض لهجوم من منافسيه بسبب انغلاقه في محيط رجال الأعمال الجدد. فهو كان من هواة «المدرسة القديمة» التي نشأ فيها رفقة أساطير السينما خلال الأربعينيات والخمسينيات، والمشاهير الأوائل في «هوليوود».

 

وحيد في الثمانينيات

خلال سنوات الثمانينيات، بدأ فيكتور المالح يحس بالوحدة. كان يطل على عقده السابع، موشكا على دخول عقد آخر من حياته. وبذلك يكون عدد كبير من أصدقائه قد رحلوا عن الحياة، ليبقى الوحيد تقريبا من أصدقائه الذين انخرطوا معه في التجارة منذ أربعينيات القرن الماضي.

لكن بعض معارفه القدامى وحتى جيرانه الأوائل في أحياء نيويورك، بقي بعضهم على قيد الحياة إلى حدود تسعينيات القرن الماضي. يحكي فيكتور المالح عن أحد أصدقاء طفولته الذي أصبح كاتبا مشهورا في المجلات، متحدثا عن حادث ما بين سنتي 2002 و2003: «كنت أنظم معرضا فنيا في غرب منطقة هامبتون. ودخل رجل يتمايل وكان منظره غريبا. ذهبت نحوه وقلت له: «أليس اسمك إيروين؟». أجاب: «نعم». لقد كان هو إيروين روزنبيرغ. لم أره منذ الصف الخامس الابتدائي. لم أدر كيف استطعت التعرف عليه. أستغرب دائما من قدرتي على معرفة الوجوه التي أخبرتكم بها. لكني أتذكرهم بالهيئة التي كانوا عليها في تلك السنوات البعيدة. لقد كان هذا الرجل يشبه كثيرا الصورة التي بقيت في ذهني عنه خلال الطفولة. يُمكن أن أخطئ أحيانا. لقد غير اسمه من روزنبيرغ إلى روس. وأصبح كاتبا في عدد من المجلات.. كنت مرة في أحد المطاعم الفاخرة، وظهر لي هناك يتناول الغداء مع آرثر شليسينغر».

يقول فيكتور المالح أيضا إنه استطاع التعرف على هذا الكاتب الذي درس معه في الابتدائي، رغم أن ملامحه تغيرت كثيرا، لكنه بقي قادرا على تذكره والتعرف عليه من خلال أنفه. إذ إن الكاتب نفسه استغرب لتعرف فيكتور المالح عليه بتلك السرعة رغم أن شكله تغير كثيرا. لكن يبدو أن الأنف لا يتغير ليبقى عالقا في ذاكرة فيكتور المالح الذي قيل عنه كثيرا إنه كان لا ينسى أي تفصيل مهما كان صغيرا. وهذا الأمر بالطبع لعب دورا كبيرا في إتقان تفاصيل اللوحات الفنية التي باعها أو عرضها على العموم، وهو في قمة مجده وثرائه، إلى درجة أن الصحافيين كانوا يستغربون من قدرات فيكتور المالح على «التألق» في مجالات كثيرة، قد لا تكون مترابطة في ما بينها بالضرورة.

 

 

نافذة:

مرة اتهم فيكتور المالح بالاغتناء من وراء أزمة الحرب العالمية الثانية. واتهم باستغلال التحول الاقتصادي لما بعد الحرب لكي يراكم ثروة كبيرة، رغم أنه لم يشارك في الحرب. لم يكن يرد في الصحافة على تلك الاتهامات، لكنه كان يعبر في مرات كثيرة عن مواقفه السياسية، خصوصا خلال حفلات معارض لوحاته الفنية التي باعها بملايين الدولارات ولا يزال بعضها إلى اليوم معروضا في متحف نيويورك وفي صالونات العرض في مدن أمريكية أخرى.

كان فيكتور المالح معاديا للحروب، لكنه لم يكن معارضا سياسيا أمريكيا رغم أنه كان بإمكانه التأثير في الانتخابات. لكنه ابتعد ليكتفي بتدبير إمبراطوريته المالية.

كان فيكتور المالح من النوع الذي لا ينفتح كثيرا على أناس لا يعرفهم. والدليل أنه دبر مشاريعه بمعية أناس تعرف عليهم سنة 1948 واشتغل معهم إلى أن توفي أغلبهم أو تقاعدوا تماما من عالم المال والأعمال. وحتى عندما عمل مع أناس جدد، كان ذلك من خلال علاقات ابنه «نيكو» الذي يدير اليوم إمبراطورية اقتصادية أخرى في نيويورك عمل على تطويرها خلال حياة والده وشاهد بعينيه نجاح ابنه دون اعتماد على ما ورثه من والده.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى