مثل المتهمون في ملف مقتل الشابة حنان بحي الملاح بالرباط، قبل يومين، بشكل حضوري أمام الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الاستئنافية بالرباط، من أجل الشروع في محاكمتهم استئنافيا بعد إدانتهم ابتدائيا، صيف السنة الماضية، بأحكام قضائية تراوحت بين خمس سنوات والإعدام.
وذكرت مصادر «الأخبار» أن المتهمين التسعة الذين تعذر إحضارهم إلى قاعة المحكمة بحي الرياض، من أجل مباشرة المرحلة الاستئنافية في القضية، بسبب الوضعية الوبائية المرتبطة بـ«كوفيد- 19»، تم نقلهم إلى قصر العدالة بحي الرياض، بحر الأسبوع الجاري، حيث مثلوا أمام هيئة الحكم، قبل أن يقرر القاضي عبد الله الكرجي، رئيس غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف، تأجيل القضية إلى وقت لاحق، بناء على ملتمس هيئة الدفاع التي طالبت بتمكينها من مهلة كافية لإعداد المرافعات.
الضحية حنان ابنة حي الملاح بالرباط، التي لقيت حتفها بعد جريمة تعذيب وحشية من طرف «سفاح الرباط» الملقب بـ«ولد المراكشية»، تعاطف مع ملفها الملايين وعشرات الجمعيات النسائية والمدنية، وقد حسمته غرفة الجنايات الابتدائية بإدانة المتهم الرئيسي بالإعدام، فيما أدانت شقيقه بعشرين سنة سجنا، قبل أن يوزع القاضي رئيس الهيئة 40 سنة سجنا بالتساوي على باقي المتهمين بينهم شقيقته التي كانت تتابع في حالة سراح رفقة شخص آخر، في الوقت الذي توبع المعتقلون الستة الآخرون في حالة اعتقال، بينهم ابن دبلوماسي سابق ومهاجر سابق بكندا وسائق سيارة أجرة وحارس أمن خاص بأحد مطاعم الرباط وموظف، إضافة إلى المتهم الرئيسي الثاني في الملف، الذي قام بتصوير لقطات التعذيب الوحشية والذي اعترف خلال الجلسة السابقة بتفاصيل الجريمة، مؤكدا أنه قام بتصويرها خلسة بهاتفه النقال، ولم يبادر بالتدخل لإنقاذ حنان، التي بدت تناشده في الفيديو خوفا من بطش «ولد المراكشية»، الذي كان يرعب حي الملاح بأكمله، حسب قوله.
وكانت قضية حنان قد تفجرت بعد تداول فيديو صادم، شهر يوليوز 2019، وثق مشاهد اغتصاب وحشية بقنينات زجاجية من طرف شخص بمعية شخص آخر، في حق الضحية التي فارقت الحياة بعد ذلك بأيام قليلة. وتوبع الفاعل الرئيسي في هذه القضية، بجرائم تتعلق بالقتل العمد مع سبق الإصرار، واستعمال وسائل التعذيب، وارتكاب أعمال وحشية لتنفيذ فعل يعد جناية، والاحتجاز المرتكب أثناءه تعذيب، وهتك العرض بالعنف، والسكر العلني، واستهلاك الأقراص المخدرة.