نطقت الهيئة القضائية بالمحكمة الابتدائية بالقنيطرة، في وقت متأخر من ليلة الأربعاء، بالحكم في حق الملياردير صاحب أفخم مقهى بطنجة، المتابع في قضية الاتجار الدولي للمخدرات، بعشر سنوات سجنا، بعد حوالي خمس جلسات من المحاكمة تخللتها مرافعات ومواجهات قوية مع عدد من المتهمين، بينهم بارونات ومسؤول دركي بأحد المراكز الترابية بالغرب، والذين سبقت إدانتهم ابتدائيا واستئنافيا، بعقوبات فاقت 50 سنة سجنا، على خلفية حجز عناصر الدرك الملكي بالقنيطرة لثلاثة أطنان من مخدر الشيرا بشاطئ المهدية كانت معدة للتهريب إلى الخارج.
وكما كان منتظرا، صعقت هيئة الحكم الملياردير «الطنجاوي»، المشهور بسيارته الفاخرة المرصعة بالذهب على مستوى مدينة طنجة، حيث أدانته بعشر سنوات سجنا إسوة بباقي المتهمين الذين أنهت المحكمة الابتدائية محاكمتهم في وقت سابق بإصدار عقوبات كبيرة.
وكانت الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية للدرك التابعة للقيادة العليا للرباط، تمكنت، تحت إشراف النيابة العامة المختصة بمحكمة القنيطرة، من اعتقال الملياردير من أمام المقهى الفخمة المملوكة له بالمنطقة السياحية بطنجة، بعد أن طوقته شبهة انتمائه للشبكة الخطيرة المتخصصة في الاتجار الدولي للمخدرات، خاصة بعد أن ذكر اسمه بشكل متواتر خلال التحقيقات والاستنطاقات القضائية التي طالت المتهمين الرئيسيين في الملف، لتخلص التحريات المنجزة معه بعد توقيفه إلى أنه كان العقل المدبر لعملية تهريب ثلاثة أطنان من الشيرا تم إحباطها على مستوى شاطئ المهدية، من خلال رصد تحركاته بمحيط مكان العملية تاريخ إحباطها، وهي العملية التي نجحت عناصر الدرك في ضبطها باستعمال معدات تكنولوجية متطورة متوفرة لدى القيادة العليا للدرك .
وكان أحد المتهمين الرئيسيين صرح، أثناء استنطاقه من طرف القضاة، أن المخدرات المحجوزة بالمهدية تعود ملكيتها للملياردير الطنجاوي، وأنه دبر عملية تهريبها إلى أوروبا بمساعدة بارونات وحمالة ودركي بالمركز البحري، قبل أن تنجح عناصر الدرك بجهوية القنيطرة في إحباط العملية واعتقال منفذيها، قبل أن يمتد التحقيق إلى المستثمر الثري بطنجة، حيث جرى اعتقاله بعد محاصرته أمام مقهاه الشهيرة بحي ملاباطا السياحي.
وحسب معطيات حصرية (حصلت عليها «الأخبار»)، فإن توالي الأحداث الناجمة عن تقدم المحققين في سبر أغوار هذه القضية رغم صدور الأحكام في حق منفذيها، فتح شهيتهم لمواصلة التحريات، حيث نجحت مصالح الدرك الملكي بالغرب، بتنسيق مع المصالح المركزية بالقيادة العليا، قبل أسبوع، في إيقاف بارون وصف بالخطير له علاقة بهذا الملف، وتمت إحالته على وكيل الملك الذي أمر باعتقاله وعرضه على قاضي التحقيق في حالة اعتقال، وينتظر أن يحال على جلسة المحاكمة خلال الأسابيع القليلة القادمة، وسط ترقب تفجيره هو الآخر لمعطيات جديدة في ملف التهريب الدولي للمخدرات بالمنطقة الممتدة بين طنجة والمهدية.