محمد سليماني
نظم العشرات من عمال الإنعاش الوطني وقفة احتجاجية يوم الاثنين المنصرم أمام مقر عمالة إقليم طانطان، وذلك من أجل التنبيه إلى «الاختلالات»، و«الخروقات» التي يعرفها هذا الملف الذي تتداخل فيه رغبات فئات نافذة ومنتخبة ومسؤولة متعددة، تسعى إلى الإجهاز على مكتسبات عدد من العمال المياومين.
وبحسب المعطيات، فقد طالب العمال المحتجون المؤازرون من الاتحاد المحلي للمنظمة الديمقراطية للشغل، بضرورة تدخل عامل الإقليم بالنيابة والمصالح المركزية من أجل فتح ملف الإنعاش الوطني، والتدقيق في هويات المستفيدين من أمواله، خصوصا في ظل وجود عشرات الأشخاص والنساء المستفيدين، والذين يظهرون على رأس كل شهر لاستخلاص أموالهم، بل منهم أفراد لا يحضرون أيضا إلى ذلك المكان، بل يتوصلون بالمبالغ المخصصة بطرق «غامضة»، وذلك مخافة إثارة الشبهات، لأن البعض منهم من الطبقات الميسورة التي هي في غنى عن ذلك، ثم أيضا مخافة اكتشاف أن البعض لا يقوم بأي عمل يستحق عليه ذاك الراتب الشهري.
في المقابل يرفض المحتجون أن يظل بعض زملائهم العاملين مطاردين بقوة العمل وكثرته واستمراره بشكل دائم، في الوقت الذي يوجد فيه بعض المستفيدين من بطائق الإنعاش لا يقومون بأي عمل يذكر. وبحسب المصادر، فإن بعض العاملين كلما تغيبوا أو طالبوا بحق من الحقوق يكون مصيرهم الطرد والمضايقات. وقد سجل أن بعض أعيان القبائل وشيوخها قاموا بسحب بعض البطائق من بعض أفراد القبائل وتحويلها إلى أشخاص آخرين بدافع القرابة العائلية وغيرها من المبررات، ولجوئهم أحيانا إلى تقسيم البطاقة بين عائلتين أو ثلاث. وطالب المحتجون بضرورة الزيادة في أجور عمال الإنعاش الوطني، خصوصا في ظل انعكاسات الجائحة، وارتفاع غلاء المعيشة، إضافة إلى وضع معايير مضبوطة ومعروفة بخصوص الترقية من عامل خاص (OS) إلى عامل مؤهل (OQ)، والتعويض عن كل حوادث الشغل، ثم إحداث تعويض لعمال الإنعاش الملحقين في المقاطعات والجماعات الترابية وكل القطاعات. ومن بين «الاختلالات» الأخرى التي يعرفها هذا الملف، والمتعلقة بسياسة الكيل بمكيالين، ذلك أن هناك عمالا قضوا أزيد من 20 سنة في هذا القطاع، إلا أنه ما إن وافت المنية أحدهم حتى سارع المسؤولون إلى تحويل بطاقته إلى شخص آخر من ذوي الحظوة والقرابة، في المقابل كان بعض الأشخاص يستفيدون من بطائق إنعاش، وبمجرد ما ولجوا الوظيفة العمومية، حتى سارع المسؤولون أنفسهم إلى تحويل البطاقة إلى أحد أبنائهم وأفراد أسرهم.
ويبقى ملف الإنعاش الوطني بإقليم طانطان من الملفات المسكوت عنها، والسرية، إلى درجة أن عدد المستفيدين من هذه البطائق يظل غير معروف، بل ومن بين الأمور السرية التي لا يمكن الاقتراب منها.