بسبب الفشل في التسيير وإبعاد الطاقات…«البيجيدي» يعيش أزمة انخراط
تطوان: حسن الخضراوي
علمت «الأخبار»، من مصادر خاصة، أن حزب العدالة والتنمية يعيش أزمة انخراط حقيقية بالشمال، بسبب الفشل في تسيير الشأن العام المحلي والوطني، فضلا عن سيطرة بعض الوجوه السياسية منذ سنوات على المناصب والهيئات، من خلال ربطهم لعلاقات خاصة مع القياديين بالأمانة العامة وتكريس حرب الولاءات الداخلية وإبعاد الطاقات والكفاءات ومنعها من تولي المناصب باستعمال الكولسة، ناهيك عن مجموعة من الأساليب التي تتعارض مع المرجعية الإسلامية للحزب والأخلاق السياسية.
وتضيف المصادر نفسها أن أغلب مدن الشمال، من قبيل تطوان والمضيق والفنيدق.. يسير فيها الحزب من طرف ثلاثي أو ثنائي من الوجوه السياسية المستهلكة، حيث يتم التحكم في كل كبيرة وصغيرة، إلى جانب اعتماد الكولسة خلال المؤتمرات الإقليمية والمحلية، ما ساهم في نفور العديد من المناضلين واختيار المتعاطفين قطع علاقتهم مع المشروع بعد اطلاعهم على خبايا الأمور، وكيفية تسويق مجموعة من القيم النبيلة دون الحفاظ عليها والعمل بها داخل التنظيم.
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن الحوار الذي أطلقه سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، لن يحقق أي نجاح يذكر على مستوى الشمال، لأن أرضية التنزيل غائبة تماما، والقياديين الذين يربطون علاقات نفعية مع بعضهم البعض هم المسيطرون على الوضع الحالي والمتحكمون في كواليس اللوائح الانتخابية والتزكيات، ومنح بطاقة العضوية والعمل على عرقلة الكفاءات التي تلتحق بالحزب كي لا تفضح تصرفاتهم وتهدد مناصبهم التي يتداولون عليها منذ سنوات دون أي تغيير يذكر.
وحسب مصدر مطلع، فإن الصراعات التي ظهرت داخل حزب العدالة والتنمية على المكاسب والمناصب، أدت إلى تراجع كبير في الشعبية، واختيار عدد كبير من المتعاطفين أخذ مسافة كافية من الحزب، فضلا عن عزوف المواطنين عن الانخراط في المشروع، بناء على فضائح الفساد التي ظهرت داخل التنظيم وهاجس تسلق المناصب والحصول على الامتيازات، دون التفكير في الصالح العام والإمكانيات المتاحة لخلق التنمية.
ويضيف المصدر نفسه أن العديد من الطاقات والكفاءات سبق لها الالتحاق بحزب العدالة والتنمية بالشمال، بعد الشعارات التي رفعت لمحاربة الفساد والاستبداد والقيام بإصلاحات واسعة داخل المؤسسات واعتماد الشفافية والنزاهة في التسيير، لكن تبين أن ما يمارس من كولسة داخلية للتحكم في المشهد وحرب الولاءات والتسابق على المناصب وتبادلها من طرف الوجوه السياسية نفسها، لا يمكن معها تحقيق أي شيء، لذلك اختار الجميع المغادرة نتيجة تجييش المناضلين ضد آرائهم واقتراحاتهم في الإصلاح وتوجيه اتهامات مجانية إليهم بقيادة محاولات لاستهداف الحزب من الداخل.