النعمان اليعلاوي
أطلقت الحكومة برنامجا لإعادة تأهيل المناطق المتضررة من الفيضانات في الجنوب الشرقي للمملكة، نتيجة التساقطات المطرية الغزيرة والاستثنائية، التي خلفت أضرارا بشرية ومادية، في أقاليم الرشيدية وميدلت وورزازات وتنغير وزاكورة وفجيج وجرادة وتارودانت وطاطا وتيزنيت وكلميم وأسا الزاك، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، وتبلغ الميزانية التوقعية الإجمالية المرصودة لتنزيل هذا البرنامج حوالي 2.5 مليار درهم، وفق بلاغ لرئاسة الحكومة، أشار إلى أن هذا البرنامج يروم دعم الأنشطة الفلاحية بالمناطق المتضررة، سيما عبر استصلاح الدوائر السقوية الصغيرة والمتوسطة، وتقديم الدعم لـ«الكسابة» الذين فقدوا مواشيهم جراء الفيضانات، من أجل إعادة تشكيل الثروة الحيوانية في هذه المناطق.
وفي هذا الصدد، وتنفيذا للتوجيهات السامية للملك محمد السادس، أشارت الحكومة إلى أنها خصصت كافة الوسائل البشرية واللوجستية من أجل تقديم استجابة فعالة وسريعة للسكان المتضررين، وجندت مختلف القطاعات الحكومية المعنية لضمان التنزيل السليم لهذا البرنامج الطموح. ووفق هذا البرنامج، سيتم العمل على تقديم الدعم وتوفير المواكبة لإعادة بناء وتأهيل المباني والمساكن المتضررة؛ وكذا إعادة تأهيل البنية التحتية الطرقية، وشبكات الاتصال والكهرباء والماء الصالح للشرب والتطهير. وأشارت رئاسة الحكومة إلى أن إطلاق برنامج إعادة تأهيل المناطق المتضررة من الفيضانات في الجنوب الشرقي للمملكة يكرس «روح الالتزام والمسؤولية التي تميز عمل الحكومة، والحرص على القرب من المواطنات والمواطنين وتلبية حاجياتهم».
وكانت الفيضانات الأخيرة التي شهدتها مناطق الجنوب الشرقي وخلفت خسائر في الأرواح والممتلكات، حركت مطالب من برلمانيين وفاعلي المجتمع المدني بتلك الأقاليم، من أجل تدخل الحكومة باتخاذ إجراءات فورية وتدابير استعجالية من أجل إعادة تشييد وإصلاح وكنس وتجهيز الواحات والسواقي والعيون والآبار والتعويض عن الأضرار التي لحقت الأشجار المثمرة والحقول والمحاصيل الزراعية، في ظل الوضع الكارثي الذي عاشته تلك المناطق وساكنيها جراء الفيضانات الطوفائية الأخيرة وغير المسبوقة، والتي كان لها بالغ الضرر على البنية التحتية الطرقية من مسالك ومعابر وطرق وقناطر، جعلت سكان مجموعة من الجماعات والدواوير والمداشر يعيشون عزلة تامة يصعب الوصول إليها.