حسن البصري
متى تحرك المسؤولون الرجاويون لإنقاذ الفريق من المنع القاري؟
كان الرئيس وبعض أعضاء المكتب المسير للرجاء يعتقدون أن الأمر بسيط، ويمكن استئناف القرار أو ربح المزيد من الوقت لتدبير الملف، لكن إدارة “الكاف” ستتصل هاتفيا وسترسل رسالة إلكترونية عاجلة تمنح فيها للرجاء مهلة ساعات قليلة لحسم الملف وإلا ستعتبر الفريق منسحبا من المنافسات القارية. كانت أمام المسيرين مهلة ساعات للرد على “الكاف”، أي قبل منتصف الليل، حينها حصل ما يشبه الاستنفار وقضينا ساعات مع المحامين ومسؤولي “الكاف” عبر الهاتف، والزيات ومحفوظ، لإنهاء الأزمة التي تسبب فيها تخاذل وتقاعس المسيرين. وفي آخر لحظة وقعت تنازلا يؤجل توصلي بمستحقاتي المالية التي حكمت بها “الفيفا”.
هل توصلت بها؟
تلك قصة أخرى، للأسف هناك من ظل يروج كلاما تافها يعطي انطباعا للجماهير الرجاوية بأنني أحصد ما يجنيه الفريق، وهذا كلام مواقع تواصل اجتماعي. أنا وقعت للمكتب المسير تنازلا على أساس السماح للرجاء بخوض المنافسات القارية والمحلية، أما مستحقاتي فسأتوصل بها تدريجيا لاحقا، للأسف، أقولها وأكررها، معضلة الكرة المغربية تكمن في بعض المسيرين الذين يعملون على توريث الأزمات المالية لمن يخلفهم، دون تفكير عميق في عواقب ذلك.
هل تسرعت في قبول تدريب المنتخب المغربي؟
إذا كنت تقصد مشاركة المنتخب المغربي في نهائيات كأس إفريقيا بمصر سنة 2006، فسأقول لك لم يكن لي خيار، حيث إن الجنرال حسني بن سليمان اتصل بي في بادئ الأمر واعتذرت له عن تدريب المنتخب الوطني، لأن المدة التي كانت تفصلنا عن الحدث الإفريقي لم تكن تتجاوز الأسبوعين. اعتذرت له بكل احترام وتقدير وشكر على الثقة التي وضعها المكتب الجامعي في شخصي، لكنه جدد الاتصال بي وقال لي إن أوامر عليا أعطيت لأشرف على الفريق الوطني، لم يكن أمامي أي اختيار فقبلت خوض المغامرة الإفريقية.
وتحملت غضب الشارع المغربي..
لسوء الحظ أن القرعة لم تكن رحيمة بنا، فقد وضعتنا في مجموعة نارية بوجود فريقين أحدهما البلد المنظم والفائز بهذه الكأس والثاني الكوت ديفوار الوصيف، والثالث المنتخب الليبي العنيد. تعادلنا مع مصر أمام 100 ألف مشجع، وانهزمنا أمام الكوت ديفوار بضربة جزاء خارج مربع العمليات أعلن عنها حكم جنوب إفريقي، وتسبب فيها وليد الركراكي الذي هو اليوم مدرب للمنتخب المغربي.
وعجزتم عن الانتصار على ليبيا..
ليبيا لم يكن خصما سهلا، تعادلنا لأنه كان متحررا من أي ضغط. أعترف بأن فريقي قدم مباراة سيئة ويرجع ذلك إلى تراجع تركيز اللاعبين بسبب تعلق أذهانهم بمباراة مصر مع ساحل العاج، لأن نتيجتها كانت تهمنا، لكن هذه هي الكرة.
قبلت المغامرة وقامرت باسمك كمدرب..
كما أشرت سابقا، تم تعييني لتدريب المنتخب المغربي المتأهب آنذاك للعب كأس إفريقيا للأمم 2006، بمصر، على بعد أسبوعين فقط من انطلاق المنافسة، خلفا للفرنسي فيليب تروسيي. لكن رغم إقصاء المغرب من الدور الأول في دورة مصر، فقد قرر المكتب الجامعي استمراري في تدريب المنتخب المغربي، واستطعت التأهل رفقته إلى كأس إفريقيا للأمم 2008، إلا أنه تم تعويضي، في غشت 2007، بالفرنسي هنري ميشيل. هذه سنة حياة المدربين يمكن أن أقطف ثمار مدرب آخر والعكس صحيح. أنا كنت دائما على استعداد لتلبية نداء الوطن مهما كانت الظروف.
قضية اللاعب الطوغولي لابا كودجو وضعتك في مرمى القصف الرجاوي، حيث قال أحد الرؤساء السابقين إنك أخطأت التقدير ولم تضمه لفريقك حين عرض نفسه على الرجاء، ما حقيقة ذلك؟
هذه قضية أثارت جدلا واسعا في الأوسط الرجاوية، بعد أن تألق هذا اللاعب. أشكرك لأنك طرحت هذا السؤال، لكن من يملك الحقيقة بتفاصيلها هو اللاعب طبعا وأنا كمدرب ووكيل أعماله إيف الإيفواري. أنا مستعد لأعطي هاتفه لكل رجاوي يبحث عن الحقيقة، وإن كانت جزءا من التاريخ.
ما الحقيقة؟
اللاعب الطوغولي لابا كودجو جيء به للرجاء من طرف الوكيل المعروف «إيف». طبعا خضع معي لفترة اختبار وشارك في ثلاث مباريات وبعض الحصص التدريبية، وافقت على انتدابه، لكن «إيف» كشف لي عن تعثر المفاوضات، لأن عرض رئيس الرجاء كان هزيلا بل ومضحكا، فقد طلب الوكيل 120 ألف دولار، لكن الرجاء قدم أقل من ربع هذا المبلغ، وعلى دفعات. لهذا صرف «إيف» النظر عن الرجاء وأخذه إلى بركان، حيث سيصبح هدافا للبطولة الوطنية والهداف الأول لفريق نهضة بركان على كل الواجهات، منها كذلك منافسات كأس الكنفدرالية الإفريقية. وبهذه الإنجازات تقاطرت عليه العروض الاحترافية من العديد من الأندية، وكان اختياره الأخير وقع على نادي العين الإماراتي، الذي وقع له عقدا بمواصفات مادية هامة وخرافية.