مصطفى عفيف
وجه باشا سطات رسائل مشفرة إلى المجلس الجماعي للمدينة من أجل البحث عن حلول لاحتواء الباعة الجائلين والفرّاشة. وجاء كلام رجل السلطة خلال الدورة العادية لشهر أكتوبر المنعقدة بحر الأسبوع الماضي، مؤكدا أن محاربة الباعة ليست من اختصاص السلطات في ظل غياب حلول بديلة، مضيفا أن السلطات المحلية هدفها تنظيم الباعة الجائلين والفرّاشة داخل أسواق القرب وأسواق نموذجية، موضحا، في السياق نفسه، أن المشكل الذي تعانيه مدينة سطات هو افتقارها لهذا النوع من الأسواق.
وطالب ممثل السلطة المجلس بالبحث عن حلول لهذا المشكل، من خلال اللجن المكونة من السلطات المحلية والأمنية والشرطة الإدارية بالخروج إلى الشارع من أجل التحسيس والتواصل مع هذه الفئة وإبلاغها بإخلاء الشارع العام حتى لا تتسبب في عرقلة السير العام بشوارع المدينة، وإمهالها مدة لهذا الغرض، مشددا على ضرورة إنذار أصحاب المحلات التجارية والمقاهي من أجل احترام المسافة المحددة لهم في احتلال الملك العمومي.
يأتي هذا في وقت باشرت السلطات المحلية بسطات، في حدود منتصف ليلة الجمعة، حملة لتحرير الملك العمومي من عدد من العربات المجرورة باليد وكذا بعض الأكواخ الصغيرة التي أقامها الباعة والفرّاشة ببعض الشوارع متسببين في عرقلة السير والجولان، وهي العملية التي كانت السلطات خلالها مدعومة برجال الأمن بولاية أمن سطات وعناصر القوات المساعدة، حيث استعانت بجرافة وشاحنة. وهمت العملية، في مرحلة أولى، وسط المدينة على أن يتم تعميم الحملات لتشمل جميع الأحياء، فيما لم يبد الباعة المتجولون والفرّاشة أي رد فعل أو مقاومة لعملية هدم الأكواخ البلاستيكية وتحرير الملك العمومي، باستثناء البعض الذين احتجوا على السلطات بسبب اختيارها جنح الظلام وبدون سابق إنذار.
وطالبت مجموعة من فعاليات المدينة الجهات المسؤولة بإيجاد حل بديل لهؤلاء الباعة، مع مراعاة ظروفهم الاجتماعية، وذلك بإنشاء أسواق نموذجية وأسواق للقرب لتضمهم، وفتح حوار مع جميع مكونات المجتمع المدني لمناقشة مجموعة من المقترحات الإيجابية التي تخدم مصلحة المدينة والمساهمة في الحلول.