كثف محمد مهيدية، والي جهة الدار البيضاء سطات، دوريات معاينته لمحيط البناية التي انهارت بدرب لوبيلة بحي بوركون، تفاديا لحدوث انهيارات في باقي العمارات المجاورة، بعد أن تضررت البناية الموجودة مباشرة بجانب العمارة المنهارة، وحدوث تشققات وأضرار بالغة في جنباتها.
حمزة سعود
تحقق السلطات الأمنية والمصالح المختصة التابعة لعمالة مقاطعات أنفا، بشأن تسجيل صوتي متداول على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي نهاية الأسبوع الماضي، يشير صاحبه بأصابع الاتهام إلى وقوف لاعب دولي سابق، وراء حادث انهيار العمارة الموجودة بدرب «لوبيلة» بمنطقة بوركون.
وتم تداول التسجيل الصوتي، على نطاق واسع في مجموع تطبيقات المحادثات الفورية، طيلة الـ3 أيام الماضية، وتشير تفاصيله عبر صوت أحد الجيران المتضررين من انهيار العمارة السكنية، إلى تحميل المسؤولية الكاملة لصاحب المحل التجاري في انهيار البناية وجعلها تتداعى للسقوط على امتداد الأيام القليلة الماضية.
ووسعت الضابطة الأمنية دائرة التحقيق بشأن المتهمين الرئيسيين في حادث الانهيار، لتشمل المكلفين بالبناء داخل الورش الموجود أسفل البناية، والذي استهدف إنجاز مقهى ومطعم راق بالمنطقة، كما أن التحقيقات ستشمل أعوان السلطة، بالنظر إلى شروع المستغلين في إنجاز الإصلاحات دون التوفر على التراخيص اللازمة، منذ حوالي 15 يوما، دون تلقي أي إشعار بتوقيف الإصلاحات من طرف السلطات، في حين عقدت كنزة الشرايبي، رئيسة مقاطعة سيدي بليوط، لقاءات مع الساكنة الجمعة الماضي، من أجل مواكبة إيوائهم إلى غاية ترتيب المسؤوليات وتحديد صيغة إعادة تشييد البناية.
إلى ذلك، أعطى مهيدية، والي الجهة، تعليماته مباشرة بعد الحادث، باعتباره مهندس دولة، من أجل تسييج محيط الحادث للسماح لمكتب الخبرة والتجارب والدراسات العمومية باستئناف عمله لتحديد المسؤوليات في أقرب الآجال جراء حادث الانهيار.
وجنبت تدخلات السلطات المحلية التابعة لعمالة أنفا، منطقة بوركون، تسجيل كارثة حدوث وفيات قياسية، بالنظر إلى مسارعة أعوان السلطة والعناصر الأمنية وباقي المصالح إلى إفراغ البناية المنهارة قبل ساعتين من حدوث الانهيار، بالإضافة إلى إفراغ العمارة المجاورة لها، الأمر الذي مكن من تفادي تسجيل أية خسائر في الأرواح.
ولم يتوصل مكتب التعمير التابع لمقاطعة سيدي بليوط، وفق مصادر «الأخبار» بأية طلبات من أجل الترميم والإصلاح الخاص بمحل تجاري أسفل البنايات المنهارة، رغم أن الإصلاحات التي شملتها، الأجزاء السفلية للبناية، كانت تتم منذ حوالي 15 يوما، دون التوفر على التراخيص اللازمة.
وأكد المتضررون في تصريحاتهم للجريدة، بأنهم أشعروا المستغلين الجدد للمحل التجاري بعيوب ترافق هذه الإصلاحات إلا أن المعنيين بالأمر لم يتفاعلوا بالجدية اللازمة مع تنبيهاتهم.
وقال سكان ممن يجاورون البناية المنهارة، إن الـ24 ساعة التي سبقت لحظة الانهيار، شهدت ارتفاع أصوات قادمة من وسط البناية المنهارة، كانت تنبه إلى وجود تصدعات قوية في جل أجزائها، دفعت السلطات إلى إخلاء البناية على وجه السرعة لتفادي تسجيل وفيات.