تسببت الرياح القوية التي تشهدها مدينة طنجة، منذ الساعات الصباحية الأولى لأول أمس الأربعاء، في انقلاب شاحنتين من الحجم الكبير بقنطرة تهدارت بضواحي عاصمة البوغاز، ما نتجت عنه خسائر مادية كبيرة، فضلا عن جروح في صفوف السائقين ومرافقيهما. كما تسببت هاتان الحادثتان المتفرقتان في حالة استنفار، حيث حلت مصالح الدرك الملكي والوقاية المدنية بعين المكان، وتبين أن الرياح القوية التي شهدتها طنجة هي التي كانت وراء الحادثين.
ونبهت بعض المصادر إلى أنه أصبح من الضروري إعادة تهيئة هذه القنطرة، وتخفيض السرعة إلى أدنى مستوياتها، نتيجة الحوادث المتكررة التي تقع من حين لآخر، على خلفية هبوب الرياح، خاصة من حيث شاحنات من الحجم الكبير التي تتسبب أيضا في إغلاق الطريق السيار، مما يعطل الكثير من المصالح، ناهيك عن تهديدها للسيارات المدنية، حيث سبق أن عاشت القنطرة نفسها على وقع حادثة مميتة خلال السنة الماضية، وكان السبب الرئيسي وراء ذلك انقلاب إحدى الشاحنات.
ووصلت تداعيات الرياح القوية والحوادث المتكررة بهذه القنطرة إلى مجلس النواب، أخيرا، بعدما تقدم فريق برلماني بمساءلة للمصالح الحكومية المختصة، مؤكدا أن منطقة طنجة تعرف هبوب رياح الشرقي القوية على طول السنة، مما يشكل خطرا مستمرا على مرتفقي الطريق السيار طنجة أصيلة، وقد عرف هدا الاتجاه عدة حوادث مرتبطة بقوة هبوب الرياح المتزامنة مع مرور العربات فوق القناطر، سيما بقنطرة وادي تهدارت. وحفاظا على سلامة المرتفقين ومن أجل الحد من كثرة الحوادث المرتبطة بقوة الرياح، أصبح من الضروري على المصالح الوصية، تهيئة وإقامة مصدات الرياح بالنقاط السوداء على طول الطريق السيار بمنطقة طنجة – أصيلة، يقول الفريق البرلماني.
وبخصوص هذا الطريق السيار، فقد سبق أن توجه عدد من السائقين بشكاوى إلى المصالح المختصة، للمطالبة بإصلاح وضعية الطريق السيار الرابط بين طنجة والقنيطرة، والذي بات يعرف وضعية وصفت بالكارثية، سواء من حيث وجود عدد من الحفر تساهم في وقوع حوادث السير، أو وجود حفر جانبية باتت تشكل خطرا كذلك على السائقين الذين يتوقفون اضطرارا. الأمر الذي يؤدي في الكثير من الأحيان إلى وقوع حوادث سير مميتة، ويعرقل السير العادي، مما يتطلب إعادة تأهيله وإصلاحه، خاصة وأن مستعمليه يؤدون ثمن عبور الطريق.
طنجة: محمد أبطاش