الداخلة: محمد سليماني
عادت من جديد موجة الانقطاعات المتتالية للماء الصالح للشرب ولفترات متعددة في اليوم، إلى الواجهة بمدينة الداخلة، وأضحت معاناة سكان المدينة في ازدياد مستمر يوما بعد يوم، خصوصا وأنها تزامنت مع ارتفاع نسبي في موجة الحرارة بالمدينة خلال الأيام الفارطة.
وأمام هذا الوضع، لم يجد سكان حي “أم التونسي” من سبيل غير تنظيم وقفة احتجاجية مؤخرا، ضد الانقطاعات المتتالية للماء الصالح للشرب، والذي يصل مداه أحيانا إلى ثلاثة أيام. وقد طالب المحتجون بضرورة التدخل الفوري لحل هذا المشكل الذي يتكرر بشكل دائم، كما يهم سكان أحياء أخرى إلى الخروج للاحتجاج كذلك.
واستنادا إلى مصادر متطابقة، فإن بعض أحياء المدينة لم تصل صنابيرها قطرات مياه لمدة ثلاثة أيام متتالية، الأمر الذي أضحى يؤرق السكان، خصوصا وأنه لم يتم إشعارهم من قبل بانقطاع الماء الصالح للشرب، ليأخذوا احتياطاتهم، ويدبروا المشكل بشكل فعال. ومما زاد من حدة الأزمة، أنه عند عودة المياه إلى الصنابير، فإن صبيبها يكون ضعيفا جدا، الأمر الذي يجعل المواطنين الذين يقطنون في الطوابق العليا للعمارات والإقامات السكنية يعانون الأمرين، لكون ضغط الماء لا يصلهم بتاتا، وبالتالي استمرار المعاناة.
وأمام ازدياد معاناة السكان في ظل هذا الواقع الجديد الذي وجد الناس أنفسهم أمامه، يواصل العشرات من المواطنين تنقلهم فرادى وجماعات بين أحياء المدينة يطاردون الشاحنات الصهريجية التي تبيع الماء في الأحياء ويتسابقون نحوها، غير أن ارتفاع الطلب على الماء وكثرة المطاردين صعب من إمكانية التزود بالماء بشكل سلس، رغم أن مجموعة من الشاحنات الصهريجية تبيع ماء غير صالح للشرب، كما أن إمكانية تسببها في مضاعفات صحية واردة جدا، لكون بعضها تملء خزاناتها من مصادر مياهها غير صالحة للشرب. وفي ظل هذه الوضعية الكارثية، اضطر البعض إلى اقتناء المياه المعلبة والمعدنية.
وقد تحولت الدورة الأخيرة لمجلس جماعة الداخلية، إلى جلسة لمحاكمة المكتب الوطني للماء الصالح لشرب، إذ تم استدعاء المديرية الإقليمية للمكتب، والتي قدمت عرضا أمام أعضاء المجلس، غير أن تدخلات رئيس وأعضاء المجلس، سارت كلها في انتقاد عمل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بمدينة الداخلة، ذلك أن الماء الشروب والتطهير السائل، أضحى مشكلا يؤرق السكان، رغم أن الدولة صرفت خلال السنوات الثلاث الأخيرة ما يقارب 50 مليار سنتيم في قطاع الماء الصالح للشرب والتطهير السائل، إلا أن مشاكل الانقطاعات المتكررة للماء تتواصل بشكل يومي. وقد أماطت الدورة اللثام عن عمل المكتب الإقليمي للماء الصالح للشرب بالداخلة، والذي توصل ب 12 ألف شكاية من قبل المواطنين، بخصوص الفواتير، فأغلب المشتكين توصلوا بفواتير مرتفعة جدا، في الوقت الذي لم يف المكتب بالتزاماته التعاقدية، لتوفير الماء.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تعرف فيها أحياء المدينة انقطاعا للماء الصالح للشرب، بل عانت مختلف الأحياء قبل شهور قليلة من المشكل ذاته، بسبب ما قيل آنذاك أنه مرتبط بأشغال صيانة وترميم تجهيزات الخزان العالي المتواجد بشمال المدينة، كما عرفت شبكة توزيع الماء الشروب انخفاضا في صبيب وضغط الماء الشروب، مما نتج عنه بعض الانقطاعات على مستوى بعض أحياء المدينة لمدة 45 يوما.