المهدي الجواهري
علمت «الأخبار» أن رئيس جماعة القنيطرة خاض مفاوضات مع كافة المتدخلين لتسريع دخول حافلات النقل الحضري توجت بالمصادقة على تمرير غلاف الاستثمار من قبل مجلس الجهة ووزارة الداخلية لشركة «فوغال» التي نالت عقد التدبير المفوض في عهد الرئيس السابق قبل أن يدخل هذا الملف في أزمة بسبب التمويل ومساهمة حصة المجلس البلدي الذي كان يعول على بيع قطعة أرضية في موقع استراتيجي تبين أنها محل نزاع قضائي مع شركة تابعة لمجموعة «بلادن» مما أخر حل ملف النقل الحضري.
وأكدت مصادر الجريدة أن أنس البوعناني كشف لبعض مقربيه نجاحه في المفاوضات مع الجهات الوصية، كما أعرب عن دخول حافلات النقل الحضري في الأيام القليلة القادمة وأنه لن يعتمد على بيع أي عقارات لدفع حصة المجلس حفاظا على ممتلكات المدينة، بعدما صرح أعضاء المجلس بأنه لا يمكن استمرار التفريط في عقارات الجماعة واتباع السياسة نفسها التي نهجها المجلس السابق.
وأفادت مصادر الجريدة بأن رئيس جماعة القنيطرة أصر على الاطلاع على الأسطول الجديد من الحافلات ومدى احترامها لدفتر شروط التحملات المتفق عليه، وتتوفر على شروط ومعايير الجودة كالدرج المخصص لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين ومجهزة بكاميرات مراقبة ومغطاة بشبكة الأنترنيت «الويفي» كما أنها حافلات جديدة وغير مستعملة. وزادت المصادر أنه تم التوافق على اشتغال جميع العمال والعاملات المتوقفين منذ سنتين بدون أجر بعد مغادرة الشركة السابقة التي أثارت جدلا وسط القنيطريين بسبب أسطولها القديم والمهترئ.
وللإشارة، فإن أزمة النقل الحضري بالقنيطرة خلفت تداعيات اقتصادية واجتماعية وساهمت في فوضى للنقل العمومي بعد هجوم واسع لأسطول نقل المستخدمين للتخفيف من أزمة النقل كما حرمت الجماعة من مداخيل هامة لمدة سنتين، حيث ذهبت ملايين الدراهم إلى أصحاب شركات نقل المستخدمين، الأمر الذي دفع أنس البوعناني، منذ انتخابه رئيسا لجماعة القنيطرة، للعمل على ملف النقل الحضري بعد عقده اجتماعا موسعا حضره جميع المتدخلين من سلطات محلية ومسؤولين بعمالة القنيطرة وشركة «فوغال» التي نالت صفقة التدبير المفوض في عهد عزيز رباح، الرئيس السابق، وذلك من أجل إيجاد الحلول لهذا الملف الذي عمر طويلا متسببا في معاناة سكان المدينة، خصوصا مع بداية الموسم الدراسي أمام الفوضى التي يعرفها قطاع النقل بعد هيمنة أسطول لنقل المستخدمين وانتشار ظاهرة النقل السري بعاصمة الغرب، ناهيك عن تشريد فئة من العمال والعاملات.
وأكدت مصادر الجريدة أن اللقاء تميز بوضع الخطوات لانطلاق عمل شركة النقل الحضري، وحقق فيه رئيس جماعة القنيطرة، كما جاء في بعض تصريحاته، مكاسب كبيرة للسكان لم تكن في السابق وسيعلن عنها قريبا في إشارة إلى مراجعة تسعيرة الركوب وإعادة النظر في بعض الخطوط. وقال البوعناني إنه ملتزم ببرنامجه الانتخابي خاصة في حل ملف النقل وأنه لن يتجاوز شهر دجنبر، مبرزا أنه إذا لم تكن مفاجآت، فملف الحافلات لن يتأخر لأكثر من شهر، على أن أسطول الشركة سيكون في جودة عالية ويحترم كرامة سكان القنيطرة.