محمد سليماني
علمت «الأخبار» من مصادر مطلعة أن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، لم ترضخ لضغوطات بعض الهيئات المهنية العاملة في مجال الصيد البحري، والتي كانت تحاول الضغط وجر الوزارة إلى إعلان انطلاق الموسم الصيفي لصيد الأخطبوط يوم الاثنين المقبل.
وبحسب المصادر، فإن لقاء جمع وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بحوالي 12 هيئة مهنية تعمل في مجال الأنشطة البحرية، بحضور الكاتبة العامة للصيد البحري ببوزنيقة يوم أول أمس الأربعاء، حاول فيه بعض المهنيين جر الوزارة إلى السماح بصيد الأخطبوط بمصيدة شمال سيدي الغازي بإقليم بوجدور ابتداء من يوم 20 يونيو الجاري، والبقاء على وضع تعليق الصيد بجنوب سيدي الغازي، إلا أن الوزارة رفضت هذا المقترح، وأكدت للهيئات الحاضرة أن موسم صيد الأخطبوط بجميع مصايد المنطقة الجنوبية سيبقى معلقا إلى ما بعد عطلة عيد الأضحى، في انتظار الإعلان عن نتائج البحث التي يقوم بها المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري.
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن رفض الوزارة الرضوخ لطلب بعض الهيئات خلال اللقاء ذاته، يعود إلى أن السماح بصيد الأخطبوط في منطقة، ومنعه في منطقة أخرى، من شأنه خلق نوع من الارتباك في القطاع، كما أنه سيشجع الصيد غير القانوني وغير المرخص، حيث سيستغل ذلك بعض المهربين الذي ينشطون في تهريب الأخطبوط.
وكانت الوزارة الوصية قد أصدرت قبل أيام قرارا يقضي بتمديد فترة توقف نشاط صيد الأخطبوط على طول الساحل الوطني إلى غاية يوم 20 يونيو الجاري على الساعة الثانية عشرة ليلا (12h). وأشارت الوزارة في قرارها رقم 04/22 الصادر يوم 31 ماي الماضي، إلى أن تحديد موعد استئناف نشاط صيد الأخطبوط، سيبقى مرهونا بالنتائج التقييمية للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، والتي ما تزال قيد الإنجاز. واستنادا إلى المصادر، فإن تمديد وقف نشاط صيد الأخطبوط جاء بناء على الرأي العلمي الأولي للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، رقم INRH0522/24 بتاريخ 30 ماي المنصرم.
وجاء تأجيل انطلاق الموسم الصيفي لصيد الأخطبوط، بعدما كانت المهنيون على أهبة الاستعداد للانطلاق في موسم الصيد، إلا أن اجتماع لجنة تتبع مصيد الأخطبوط المنعقد بمقر الوزارة الوصية يوم 24 ماي المنصرم، توصل إلى معطيات صادمة من المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري تتعلق بتراجع المخزون السمكي من الأخطبوط بما يزيد عن 60 في المائة، وهو مؤشر ينذر باستنزاف كبير للثروة السمكية بالأقاليم الجنوبية، كما يهدد هذا المخزون بالنفاذ، في حالة عودة بواخر الصيد لنشاطها في الوقت الحالي.