محمد اليوبي
على بعد أقل من سنة عن موعد تنظيم الاستحقاقات الانتخابية التشريعية والجهوية والجماعية، بدأت هجرة كبيرة لعدد كبير من المنتخبين نحو حزب التجمع الوطني للأحرار، أبرزهم مستشارون من العيار الثقيل ينتمون إلى حزب العدالة والتنمية.
فبعد الزلزال الذي ضرب حزب «البيجيدي» بمدينة مراكش، في ظل الحديث عن التحاق منتخبين على رأسهم البرلماني ونائب عمدة المدينة، يونس بنسليمان، بحزب «الحمامة»، حيث أكد هذا الأخير، في تصريحات صحفية، أنه لن يترشح باسم حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة، اهتز الحزب الحاكم بمدينة تمارة بهجرة جماعية لمستشارين بالمجلس الجماعي نحو التجمع الوطني للأحرار، وذلك بعد تقديم استقالتهم من مهامهم الحزبية. وأكدت مصادر مطلعة أن مجموعة من المستشارين الغاضبين على طريقة تدبير المجلس من طرف البرلماني والقيادي، موح الرجدالي، قرروا شد الرحال نحو حزب «الحمامة»، وعلى رأسهم عبد الواحد النقاز، المنسق السابق لفريق مستشاري الحزب بمجلس المدينة، وعضو المجلس الإقليمي، فيما تجري ترتيبات يباشرها قيادي بارز بحزب التجمع الوطني للأحرار، من أجل التحاق البرلمانية السابقة، اعتماد الزاهيدي، التي توصف بحسناء «البيجيدي»، قبيل الانتخابات المقبلة، حتى لا تفقد عضويتها بالمجلس الجماعي ومجلس الجهة، وأكد هذا القيادي أن الترتيبات وصلت إلى مستويات متقدمة.
وتفيد أخبار مؤكدة حصلت عليها «الأخبار»، بأن ترتيبات نهائية قد اتفق عليها لهجرة جماعية نحو حزب التجمع الوطني للأحرار، خاصة أن الحزب يعيش غليانا داخليا غير مسبوق، وكشفت المصادر أنه في محاولة من الرئيس لتثبيت سيطرته على الحزب دفع في اللقاء الأخير لفريق المستشارين بالمجلس الجماعي بأحد المقربين منه وهو سعد أغزاف، لشغل منصب نائب الرئيس، ودافع عنه بكل الوسائل، لكن الأغلبية انقلبت عليه وانتخبت أحد المستشارين لنيابته، وهو الأمر الذي بقي يماطل فيه منذ أزيد من 10 أشهر، حين جمدت المستشارة أسماء موساوي عضويتها وسافرت إلى فرنسا، حيث كانت تشغل منصب النائبة التاسعة للرئيس.
وعلى مستوى جهة الرباط، يقود عبد الصمد الزمزمي، عضو المكتب السياسي السابق بحزب التقدم والاشتراكية، هجرة جماعية لأشقائه الذين يشغلون مناصب انتخابية مهمة، وكذلك لمنتخبين محسوبين عليه بكل من الرباط وسلا وعمالة الصخيرات تمارة، ويعتبر أبناء الزمزمي من أعيان الانتخابات على صعيد الجهة، ويتوفرون على شبكة علاقات واسعة مكنتهم من الحصول على رئاسة المجلس الإقليمي لتمارة، الذي يشغله زهير الزمزمي، ورئاسة مجلس جماعة «بوقنادل»، الذي يشغله عبد الصمد الزمزمي، ورئاسة الغرفة الجهوية للصناعة التقليدية، الذي يشغله عبد الرحيم الزمزمي، ولهم تمثيلية داخل غرفة التجارة والصناعة بجهة الرباط وسلا والقنيطرة.
وبمدينة فاس، قرر أعضاء من «البيجيدي» الالتحاق جماعيا بحزب التجمع الوطني للأحرار، واحتضن المقر الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بفاس، خلال الأسبوع الماضي، اجتماعا ترأسه المنسق الإقليمي للحزب، النائب البرلماني، رشيد الفايق، خصص لاستقبال وافدين جدد على حزب الحمامة، ومن مفاجآت الاجتماع، حضور أعضاء بارزين من حزب العدالة والتنمية يتقدمهم المستشار الجماعي والقيادي المحلي بالحزب، محمد الجموسي، الذي أعلن استقالته من مجلس مدينة فاس ومن مجلس مقاطعة سايس. وكشفت المصادر أن الفايق يقود مفاوضات مع مجموعة أخرى من منتخبي «البيجيدي» على مستوى مقاطعات المدينة لترتيب التحاقهم بحزب «الحمامة». وأكد مصدر قيادي بالحزب أن هناك عددا كبيرا من منتخبي حزب العدالة والتنمية عبروا عن رغبتهم في الالتحاق بالعديد من مناطق المغرب.