الداخلة: محمد سليماني
أفادت مصادر مطلعة بأن لجنة مختلطة تترأسها السلطات المحلية باشرت، الثلاثاء الماضي، عمليات إحصاء القوارب غير المرخصة وغير المرقمة، والمعروفة بالقوارب «المعيشية».
ويأتي بدء عمليات إحصاء هذه القوارب، التي انطلقت من قرية الصيد «لاساركا» التابعة لنفوذ إقليم وادي الذهب، في انتظار إنهاء العمليات بقرى الصيد الأربع بالجهة، تنفيذا لمخرجات اجتماع عقد، الاثنين المنصرم، بمقر وزارة الداخلية، ضم مسؤولين عن وزارة الداخلية، وآخرين عن قطاع الصيد البحري، وذلك من أجل التداول والنقاش حول التداعيات الاجتماعية لقرار تمديد فترة الراحة البيولوجية لأشهر إضافية على البحارة وأصحاب القوارب، خصوصا في ظل توارد دعوات للخروج للاحتجاج ببعض المناطق، بسبب الوضعية المزرية والنفق المظلم الذي دخله مئات البحارة. واتفق المجتمعون على ضرورة التوفر على إحصاء شامل للعاملين في القطاع بالدوائر البحرية جنوب سيدي الغازي، وعلى هذا الأساس تم الاتفاق على إحصاء القوارب غير المرخصة وغير المرقمة، التي تشتغل بجنوب منطقة سيدي الغازي (إقليم بوجدور)، وذلك من أجل الحسم في مصيرها خلال اجتماع مقبل.
وكانت الوزارة الوصية قد أصدرت، قبل أسابيع، مقررا وزاريا يحمل رقم 22/06، يقضي بمنع نشاط الصيد التقليدي بالوحدة الفرعية رقم 2 بالداخلة. واستنادا إلى المقرر الوزاري، فإن نشاط الصيد التقليدي أضحى ممنوعا بأربع قرى للصيد البحري تابعة لجهة الداخلة- وادي الذهب، وهي «لاساركا»، و«لبويردة» و«انتيرفت» و«اموطلان». ولجأت الوزارة إلى منع نشاط الصيد البحري بهذه القرى، بسبب الوضعية الحرجة وغير المسبوقة لمخزون الأخطبوط في المنطقة البحرية الواقعة جنوب «سيدي الغازي»، والتي تتطلب اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على هذا المخزون. وجاء تبني هذا القرار، بناء على تحليل الرأي العلمي للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري رقم 0622/26 INRH، بتاريخ 16 يونيو الماضي.
واستنادا إلى المعلومات، فإن عددا كبيرا من البحارة وجدوا أنفسهم في عطالة طويلة الأمد غير مسبوقة، وذلك بعدما قامت الوزارة الوصية بتمديد فترة الراحة البيولوجية، استنادا على معطيات علمية للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، بعد أن أكدت الأبحاث الاستنزاف غير المسبوق الذي تعرفه مصايد الأقاليم الجنوبية، جراء الضغط الكبير والمتواصل. وفي سياق متصل يحمل بعض البحارة، حسب مصادر متطابقة، سبب الكارثة التي حلت بمصايد الأقاليم الجنوبية، إلى بعض أصحاب المراكب الصغيرة والكبيرة، من خلال استعمالهم بعض أنواع الشباك غير المرخصة المعروفة باسم «ترابا»، والتي أدت إلى تدمير الأسطول السمكي، وجعله في حالة احتضار.