حسن البصري
كيف قرر الوداد وضعك رهن إشارة فريق مكتب التسويق والتصدير؟
كان فريق يسمى «لوسيوه» تابع لمكتب التسويق والتصدير، ومن مسيريه أذكر المكناسي والكنفاوي والمعطاوي. ساعد عبد الرزاق مكوار من موقعه مديرا لهذه المؤسسة على تشغيل العديد من اللاعبين في «لوسيوه» والشركات المتفرعة عنه. وكان المكتب سباقا لإنشاء فريق لكرة القدم انطلق من البطولة المهنية وانتهى في القسم الثاني قبل أن ينسحب في هدوء لأنه أصبح مكلفا، لكنه، للأمانة، ساهم في حل الكثير من مشاكل الوداد، خاصة في مجال تشغيل اللاعبين، لأن التشغيل يعني الاستقرار في زمن لم يكن فيه الاحتراف قد دخل. لهذا حين طلب مني مسؤولو الوداد الانتقال لهذا النادي رفضت، أولا لأن التشغيل لم يكن مطروحا عندي، فقد كنت إطارا في المكتب الوطني للكهرباء، ولا مبرر عندي للانتقال لهذا الفريق وأنا حينها أحمل صفة لاعب دولي. لا أنكر أن «لوسيوه» ساهم في تشغيل عدد من اللاعبين والمؤطرين، أمثال القدميري والزهر، والهجامي وعمر وجوماد، وغيرهم.. لكني رفضت الانتقال من الوداد إلى فريق تابع لمؤسسة تهتم بتصدير المنتجات الفلاحية.
دخلت التاريخ كأول لاعب ودادي ينتقل من الوداد للرجاء في إطار عملية مقايضة..
بدأت الخيوط الأولى للقصة من مقهى «كونتيكي» في عين الذئاب بالدار البيضاء، هناك كان مجموعة من المسيرين واللاعبين السابقين يلتقون ويتبادلون أطراف الحديث حول كرة القدم. أذكر أن تلك اللمة الرياضية كانت تضم معاش، رئيس الرجاء، والسملالي وزير الرياضة في ما بعد، وغلام المسير الرجاوي القدير، والصحراوي لاعب وعميد الوداد والزهر لاعب المنتخب سابقا، وأسماء من عالم الكرة، خاصة الوداد والرجاء. في أحد اللقاءات علمت أن إدارة الوداد تفكر في وضعي رهن إشارة فريق مكتب التسويق والتصدير، الذي كان يمارس في القسم الثاني.
مقابل تشغيلك؟
أنا كنت حينها إطارا في المكتب الوطني للكهرباء، بمعنى أنني لم أكن في حاجة لوظيفة في مكتب التسويق والتصدير، ثم إنه كان من المستحيل الانتقال من الوداد إلى فريق «لوسيوه» مع احترامي لجميع اللاعبين الذين لعبوا في صفوفه. حين علمت بالأمر قلت لمسيري الوداد أنا ودادي منذ الصغر وعائلتي كلها ودادية، أذكر أن والدتي كانت تنسج في بيتنا السجادات رفقة بعض النساء وكانت ترسم اسم الوداد وشعاره في كل سجادة.
ما تفاصيل العرض الذي تلقيته من مسيري الرجاء؟
في تلك الفترة، ونحن نتكلم عن بداية السبعينات، لم تكن هناك تعاقدات مكتوبة بين اللاعبين والمكاتب المسيرة، ما حصل هو أن مسؤولي الرجاء عرضوا الانضمام لفريقهم وكان من الفرق الكبرى طبعا كالوداد والجيش والمغرب الفاسي وغيرها من الأندية، منحتي كانت عبارة سيارة من النوع الرفيع وأنت تعلم أنني لم أكن ماديا ولن أكون، كل همي كان أن ألعب كرة القدم في الفريق الذي أختاره أنا، علما أن العملية لم تكن تقتصر على جلب لاعب من الوداد بل هي عملية مقايضة أو تبادل، حيث انتقلت إلى الرجاء مقابل انضمام زميلي عزالدين عبد الرفيع من الرجاء إلى الوداد، وهو أيضا من أبناء المدينة القديمة وعرفت عائلته بعشقها للوداد. لقد حمل عز الدين ألوان الوداد ضمن فئة الصغار، وفي سنة 1973 تغيرت الوجهة أنا انتقلت للرجاء وهو انضم للوداد.
كشف أبو بكر اجضاهيم، في حوار تلفزيوني، عن سبب انتقالك للرجاء..
لم أعلم بالسر الحقيقي للانتقال إلا بعد مرور سنوات طويلة، حين استضافت قناة الرياضية، قبل أحد الديربيات، أبوبكر اجضاهيم، المسؤول الودادي السابق، وعبد اللطيف العسكي المسؤول الرجاوي، رحمهما الله. حيث صرح أبوبكر بأنه كان وراء انتقالي من الوداد إلى الرجاء، وأنه لبى رغبة صديقه المعطي بوعبيد بحكم المصالح المشتركة بينهما. ولكن كل ما أعرفه هو أن مسؤولي الوداد في عهد عبد الرزاق مكوار طلبوا مني الانتقال للعب في صفوف فريق مهني كان يمارس ضمن القسم الثاني وهو مكتب التسويق والتصدير، الذي كان مكوار مديره العام، لكنني رفضت الانتقال. ظاهر الأشياء هو محاولة لإبعادي عن الفريق ربما لأنني كنت أطالب بحقوق اللاعبين فاختاروا تسريحا بمعروف كما يقال.
كيف استقبلك لاعبو الرجاء؟
أقام المعطي بوعبيد، بصفته رئيسا للرجاء، حفل عشاء بحضور اللاعبين والطاقم التقني وأعضاء المكتب المسير. أذكر أن الرئيس قال للاعبين خلال تقديمي «جبتو لأنه كان حابسكم»، وهذه العبارة لازالت راسخة في ذهني. من جهة أخرى كان عبد القادر الخميري هو مدرب الرجاء البيضاوي، يعرفني لأنه يتابع الوداد وسبق أن حمل قميصه، فقد رحب بي لأن المدرب السابق طاشكوف كان دائما يطلب من المسؤولين انتداب مدافع أوسط من قيمة أنيني، وكان يردد لو كان لي قلب دفاع من طينة الدفاع الودادي لما انهزمت، لكن قبل أن التحق بملعب الرجاء سمع الرجاويون بأمر الانتقال، فزاروني في منزلي مرحبين بي وكان من بين الحاضرين بيتشو وبينيني وبتي عمر وغاندي وبرفقتهم بعض المسيرين، كالمرحوم بوعلام والوزاني ولمسيوي.