النعمان اليعلاوي
بدأت عملية التسجيل القبلي بالجامعات المغربية للطلاب الجدد عن بُعد عبر المنصات الإلكترونية الخاصة في الجامعات، في الوقت الذي أعلنت الوزارة الوصية أنه سيتم استكمال التسجيل تدريجيًا مع تبسيط المساطر المعمول بها، وذلك وفقًا لجدولة زمنية تعلنها كل جامعة على حدة، حيث أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أنه تنطلق الدراسة والدخول الجامعي ابتداء من 16 شتنبر 2024، في الوقت الذي أشارت مصادر من داخل الجامعة عن تسجيل مغادرة عدد من أساتذة التعليم العالي للقطاع، وذلك بعد موجة استقالات سبقت إقرار الوزارة الوصية للنظام الأساسي للأساتذة الباحثين، حسب المصادر، التي أوضحت أن عددا من الأساتذة «الذين راكموا تجربة واسعة في قطاع التعليم العالي وشارفوا على التقاعد قرروا التوجه للتعليم العالي الخاص، في ظل الأوضاع الحالية والاكتظاظ الذي تعرفه الجامعة العمومية».
في السياق ذاته، أشارت المصادر إلى أن أكبر التحديات التي تواجه الدخول الجامعي الحالي تتمثل في عودة موجة استقالات وطلبات التقاعد النسبي في صفوف العشرات من الأساتذة الجامعيين والموظفين الإداريين والتقنيين بمختلف المصالح والمؤسسات الجامعية، في الوقت الذي ينتقد الأساتذة الجامعيون ما وصفوها بـ«سياسة الآذان الصماء» التي تنتهجها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تجاه مطالبهم، متهمين الوزارة بـ«التنكر للتراكم الذي تحقق بملف الترقية»، مطالبين باحتساب الأقدمية العامة المكتسبة في الوظيفة العمومية في إطارهم الجديد، ومهددين بمقاطعة الدخول الجامعي الحالي، إلا أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لم تُبدِ أي تجاوب جاد مع مطالبهم. ويُطالب الأساتذة الباحثون، كذلك، بحساب الأقدمية العامة المكتسبة في الوظيفة العمومية، وذلك أسوة بباقي فئات الموظفين، كما يُطالبون بتحسين أوضاعهم المادية والمعنوية، وتوفير كافة الظروف اللازمة ليتمكنوا من أداء واجبهم على أكمل وجه.
وكان مشروع «الهندسة البيداغوجية»، الذي أعدته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وراسلت بشأنه رئاسات الجامعات، في رسالة مؤرخة في فاتح أبريل 2023، والتي دعت فيها الوزارة الجامعات إلى اقتراح تكوينات في مسالك التكوين بالإجازة والماستر والدكتوراه، تتطابق مع الضوابط البيداغوجية الجديدة استفردت الوزارة بوضعها، أثار غضب الأساتذة الجامعيين الذين عبروا عن رفضهم لما جاء فيه، سواء من خلال تدوينات وتعليقات على العديد من مجموعات التواصل الاجتماعي، أو في بيانات أصدرتها شعب في تخصصات جامعية مختلفة وفروع نقابة التعليم العالي بالعديد من المؤسسات الجامعية، حينها.