خالد الجزولي
تزداد الضغوطات على وليد الركراكي الناخب الوطني لكرة القدم، مع اقتراب موعد “الكان” المقرر تنظيمه بالمغرب نهاية العام الجاري، أمام تطلعات الجميع بضرورة حسم اللقب الإفريقي لفائدة “الأسود”، في ظل توفره على تركيبة بشرية متنوعة وقاعدة اختيارات موسعة، تضم طاقات ومواهب شابة، قادرة على قلب كل الموازين، فضلا عن الدعامات الأساسية، التي شكلت دوما للركراكي قاعدة بشرية صلبة، أسس من خلالها مشروعه الكروي المستقبلي.
إلا أن انتفاضة عدد كبير من المواهب المغربية في مختلف الدوريات الأوروبية ومن مزدوجي الجنسية الراغبين في حمل قميص “الأسود”، بات يطرح بقوة الكثير من علامات الاستفهام، حول مدى قدرة الناخب الوطني على الاستفادة منهم جميعا، في أفق تحقيق الأهداف المسطرة مع الجامعة الملكية لكرة القدم، والمتمثلة أساسا في بلوغ منصات التتويج سواء على مستوى القارة الإفريقية أو العالمية..
إيكامان يبعثر كل الأوراق..
يتابع وليد الركراكي الناخب الوطني، عن كثب كل المستجدات المتعلقة بجديد العناصر الدولية والمحلية الموجودة ضمن قائمة موسعة، بمساعدة أعضاء طاقمه التقني والطبي، تحسبا للمعسكر الإعدادي لشهر مارس المقبل، تتخلله مباراتا النيجر وتنزانيا، عن الجولتين الخامسة والسادسة من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026.
وسجلت مختلف الدوريات الأوربية، خلال مباريات الأسبوع المنتهي، انتفاضة هجومية مغربية مثيرة، أعادت مجموعة من الدوليين المغاربة إلى الواجهة من جديد، لاسيما وأن الجميع يواصل بذل مجهودات مضاعفة لنيل ثقة وليد الركراكي الناخب الوطني، الذي يحضر للمعسكر الإعدادي لشهر مارس المقبل، استعدادا لمواصلة تصفيات “المونديال” المقبل، واستطاع المهاجم حمزة إيكمان سحب بساط التألق من الجميع، قياسا بالأرقام والإحصائيات التي يقدمها رفقة فريقه غلاسكو رينجرز الأسكتلندي، ورفع رصيده إلى 11 هدفا في 22 مباراة خاضها في كل المسابقات، ما جعل كل المتتبعين للشأن الكروي الوطني، يطالبون بضرورة المناداة عليه من قبل الناخب الوطني، لتعزيز صفوف “الأسود”، انطلاقا من المعسكر الإعدادي المقبل.
هذا، في الوقت الذي يواصل فيه الدولي يوسف النصيري، البصم على أرقام تهديفية متميزة مع فريقه فنربخشه التركي، وشكلت انتفاضته الأخيرة رفقة المنتخب الوطني في المعسكر الإعدادي الأخير، نقطة التحول من جديد في مساره التهديفي، حيث عاد إلى فنربخشة بملامح مغايرة، جعلت منه هداف النادي في وقت وجيز برصيد 11 هدفا في كل المسابقات، أعاد من خلالها ثقة المدرب البرتغالي “جوزيه مورينيو”، إذ نوه بالمستوى المميز الذي يقدمه الدولي المغربي، مؤكدًا أن وجوده مع الفريق أحدث فارقًا كبيرًا في الأداء العام، وأضاف في تصريحات إعلامية: “كنا نعمل على تطوير الأداء الجماعي وإضافة أفكار جديدة، وكانت إضافة يوسف النصيري إلى جانب “دزيكو” في خط الهجوم مميزة جدًا، حيث ساهمتْ بشكل كبير في تحسين القوة الهجومية للفريق”.
ذوو الجنسيات المزدوجة يفرضون أنفسهم
يضع الركراكي الناخب الوطني أمامه، مجموعة من الملفات مثيرة للجدل تتعلق بذوي الجنسيات المزدوجة، أبانت عن رغبتها في حمل قميص “الأسود”، إلا أن أمر وجودهم جميعا في قائمة المنتخب الوطني الخاصة بالمعسكر الإعدادي المقبل، تظل رهينة احتياجات الناخب الوطني، أبرزهم أيوب بوعدي لاعب خط وسط نادي ليل الفرنسي، بعد أن أوضح فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، عن مصير اللاعب الواعد من أمر حمله قميص “الأسود”، مشيرا إلى أن بوعدي منتوج مغربي صرف ومنخرط في المشروع الكروي، الذي وضعته الجامعة، ويظل ملف نايل العيناوي، لاعب خط الوسط لانس الفرنسي، الأكثر تعقيدا، بعد أن فضل أخذ وقت للتفكير، قبل الالتزام بشكل نهائي مع المنتخب المغربي، حيث أثار تردد لاعب لانس بدوره ردود فعل متباينة، ما دفع بالمدرب الركراكي، إلى الضغط عليه بالقول:”في مرحلة ما، يتعين علينا اتخاذ قرارات، إذا لم يتخذها، سأتخذها نيابة عنه، لكننا لن ننتظر طويلاً”.
في حين يظل مصير الثلاثي زكرياء الواحدي لاعب فريق جينك البلجيكي، صهيب درويش ويونس طه مهاجم إندهوفن الهولندي، بحاحة إلى توضيح بشأن عودتهم من جديد إلى صفوف المنتخب الوطني، لاسيما وأن بعض تصريحاتهم، أثارت ردود فعل متباينة، أجبرتهم على تأكيد ارتباطهم بالمغرب، وحلمهم المتواصل بحمل قميص المنتخب المغربي مستقبلا، علما أنهم جميعا تألقوا مع المنتخب الوطني لأقل من 23 عاما، وتوجوا رفقته بلقب كأس إفريقيا، إلا أن اثنين منهما غابا عن أولمبياد باريس الماضية.
عودة مرتقبة للمصابين
يتوقع أن يشهد المعسكر الإعدادي لشهر مارس المقبل، عودة العناصر الوطنية المصابة إلى صفوف المنتخب الوطني، التي بإمكانها تقديم مستويات تقنية إضافية، إذ يراقب الناخب الوطني، وضعية أربعة لاعبين بارزين، غابوا عن المعسكرات الإعدادية الماضية بداعي الإصابة، ويتعلق الأمر بكل من شادي رياض مدافع نادي كريستال بالاس الإنجليزي، أسامة العزوزي لاعب خط وسط نادي بولونيا الإيطالي وأمين عدلي مهاجم نادي باير ليفركوزن الألماني وإلياس أخوماش مهاجم نادي فياريال الإسباني لاسيما أمام الأنباء، التي تحدثت عن إقدام الركراكي على وضع ثلاثة منهم ضمن اللائحة الأولية، تمهيدًا لإدراجهم في القائمة النهائية، بعد تجاوزهم تداعيات الإصابات التي أبعدتهم عن الملاعب لفترات متفاوتة.
و نجح المدافع الدولي رياض، في تجاوز تلك الفترات الصعبة والمؤلمة، التي عانى منها، جراء تعرضه لإصابة قوية، مع انطلاق تجربته الاحترافية خارج أسوار الدوري الإسباني، حيث انضم مجددا لصفوف كريستال بالاس كلاعب بديل، بعد غياب دام 4 أشهر بسبب إصابة في الركبة تعرض لها في مباراة فريقه ضد نورويش سيتي، في انتظار العودة رسميا بشكل تدريجي، لاسيما وأن عودته تضيف خيارات دفاعية مهمة للمدرب الركراكي، كما شكلت عودة العزوزي إلى فريقه بولونيا الإيطالي كلاعب احتياطي بعد غياب دام شهرين، إثر خضوعه لعملية جراحية ناجحة في الفتق العنقي، خطوة مهمة في مسار اللاعب، الذي يتطلع لاستعادة مكانته في التشكيلة الأساسية مع ناديه والمنتخب الوطني.
ويترقب أن يعود المهاجم عدلي بدوره إلى التباري في وقت قريب، ويتجاوز تداعيات الكسر، الذي تعرض له على مستوى الساق، حتى يضمن مشاركته مع فريقه الألماني في دوري أبطال أوروبا ضد بريست الفرنسي، على أمل تعزيز مكانته ضمن خيارات الهجومية للمنتخب الوطني، فيما يواصل أخوماش، برنامجه التأهيلي المكثف، على أمل العودة سريعا إلى التباري، واستعادة مكانته سواء مع فريقه الإسباني أو المنتخب الوطني..
الحصيلة التقنية لجولة الركراكي الأوروبية
يحرص المدرب الركراكي، على تتبع أدق التفاصيل المتعلقة بأداء ومستويات العناصر الدولية، وارتأى القيام بجولة أوروبية موسعة خلال شهري دجنبر الماضي، بهدف متابعة أداء مجموعة من اللاعبين المغاربة المحترفين في مختلف الدوريات الخليجية والأوروبية عن قرب، وذلك تحسبا للمرحلة المقبلة، التي تعرف استئناف تصفيات كأس العالم 2026 واقتراب موعد التنافس على لقب كأس أمم إفريقيا المقرر تنظيمه بالمغرب.
وجاءت خطوة الناخب الوطني، في التنقل عبر مختلف الدوريات الأوروبية وكذا في الخليج، في أفق تعزيز الترسانة الشرية للمنتخب الوطني، وسد الخصاص في المراكز التي يعاني منها “الأسود”، حيث أكد في تصريحات إعلامية سابقة، حاجته إلى ضخ دماء جديدة في الخط الخلفي، مشددا، على أهمية وجود بدلاء على نفس المستوى لضمان الاستمرارية والقدرة على التعامل مع أي ظرف طارئ، كما حدث خلال نهائيات كأس العالم الأخيرة في قطر.
ولم تقتصر زيارة الناخب الوطني، على العناصر النشيطة داخل عرين “الأسود”، بل ركز على عدد من اللاعبين غابوا في الفترة الماضية، إما بداعي الإصابة أو غياب التنافسية، من أجل تحفيزهم على بذل مجهود مضاعف في أفق حجز مكان ضمن التظاهرات الكروية المقبلة، ومواصلة تحقيق نتائج إيجابية، كتلك التي بصم عليها المنتخب في التصفيات الإفريقية، بعد أن تصدر مجموعته برصيد 18 نقطة من 6 انتصارات متتالية، مسجلا بذلك رقماً قياسيا في عدد الأهداف وصل 26 هدفا.