محمد وائل حربول
تعيش منطقة الداوديات بالوحدة الثانية بمراكش على وقع احتلال كبير للملك العمومي من طرف الباعة المتجولين بالقرب من المسجد الموجود بالحي المعروف بـ«الريف»، حيث بات من الصعب، خلال مساء كل يوم، مرور السيارات والدراجات النارية بالحي، ما خلف استياء عارما من قبل الساكنة التي رفعت عددا من الشكايات في الموضوع للسلطات المختصة والمجلس الجماعي منذ أزيد من عامين. فيما يشهد محيط مسجد المسيرة الكبير احتلالا وهيمنة من قبل باعة الخضر والفواكه، ما تسبب في صراعات بين الساكنة وعدد من البائعين.
وحسب المعطيات التي توصلت بها الجريدة في هذا السياق، رفع سكان المنطقة الشهيرة بالريف، خلال الأيام القليلة الماضية، ملتمسا للمجلس الجماعي بالمدينة وولاية الجهة من أجل التدخل ووضع حد نهائي لحالة الاختناق التي يتسبب فيها الباعة المتجولون ومحتلو الشوارع العمومية، إذ تضررت الساكنة كثيرا من كمية النفايات والأزبال التي يتم تركها ليلا بالمنطقة بعد صلاة العشاء، والتي كانت سببا مباشرا في انتشار الصراصير والجرذان بالحي المذكور والأحياء الأخرى المجاورة له.
وطالب السكان المتضررون، عمدة المدينة رفقة ولاية الجهة، بالعمل، في القريب العاجل، على إيجاد حل لمشكل الباعة المتجولين ورفع الضرر الذي يخلفونه، إذ تسبب هذا الوضع في بيع عدد من السكان لمقرات سكناهم خلال السنة الماضية، فيما تم جمع توقيعات من قبلهم من أجل رفعها هي الأخرى للمجلس الجماعي للتدخل لفض التجمع الذي يتسبب فيه الباعة خلال كل شهر رمضان، والذي يكون مضاعفا، ما ينتج عنه تزايد الأزبال وارتفاع في الأصوات والصياح أمام المسجد.
وعلى غرار منطقة الريف بمراكش، طالب سكان منطقة «المسيرة الأولى» أمام المسجد الكبير بتدخل عاجل من قبل ولاية الجهة لإنهاء الاحتلال الكبير الذي تسبب فيه الباعة المتجولون وأصحاب الخضر والفواكه بشكل عشوائي، إذ، واستنادا إلى المعطيات التي حصلت عليها «الأخبار»، فإن عددهم تجاوز 120 بائعا يقومون بعرض سلعهم في الشارع العمومي ما تنتج عنه يوميا مخلفات كبيرة في الأزبال التي أزكمت رائحتها أنوف ساكنة إقامة النخيل، فيما كان أصحاب المحلات التجارية بالمنطقة رفعوا مرارا ملتمسات للجماعة من أجل التدخل، وهو الشيء الذي لم تستجب معه الجماعة وفقا لتصريحاتهم، ما عدا بعض التدخلات القليلة من قبل قائد منطقة المسيرة الأولى.
وكانت السلطات المحلية قامت، خلال الشهر الماضي، بالتدخل في منطقة المسيرة 1، حيث نجحت بداية في تحرير الملك العمومي بالمنطقة من الباعة المتجولين بعد شن حملة واسعة ومستمرة، وهي الحملة التي خلفت ارتياحا كبيرا لدى الساكنة من أهالي الحي وزواره، فيما تنفس الباعة القانونيون الصعداء بعد عدة سنوات من الاحتلال للشارع العام من قبل بائعي الخضر والفواكه.