النعمان اليعلاوي
فجرت واقعة انتحار طبيب شاب بالمركز الاستشفائي الجامعي بالدرالبيضاء موجة احتجاجات واسعة في صفوف الأطباء المقيمين والداخليين، وقد شهدت المراكز الاستشفائية الجامعية في مدن الدار البيضاء والرباط وطنجة ومراكش وأكادير ووجدة وفاس، أول أمس (الأربعاء) وقفات احتجاجية مع حمل الأطر الطبية للشارة السوداء، فيما طالب المشاركون بفتح تحقيق في ظروف انتحار زميلهم، وقال رئيس جمعية الأطباء المقيمين في المستشفى الجامعي ابن رشد بمدينة الدار البيضاء، علاء العيساوي، إن “ما وقع يدفعنا كأطباء للتساؤل عن الأسباب الحقيقية التي دفعت زميلنا إلى الانتحار”، لافتاً إلى أن “الراحل عانى من ضغوطات كبيرة”.
من جانبه، طالب الكاتب العام للجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين في المغرب، إلياس الخاطب، “، بـ”تحقيق شفاف ونزيه وشامل في الواقعة، وفتح نقاش جدي ومسؤول بين الأطراف المعنية كافة حول ضغوط نفسية وتحرشات ومعاملات لا إنسانية حاطة من الكرامة تتعرض لها شريحة كبيرة من الأطباء المقيمين والداخليين بمراكز استشفائية جامعية عديدة، والضغط في القطاع هو سمة بارزة “، وقال الخاطب في اتصال هاتفي مع “الأخبار” إنه “يجب معالجة الموضوع في شموليته في إطار تأطير اشتغال الأطباء المقيمين والداخليين في المراكز الاستشفائية الجامعية”، مبينا أنه “من خلال تواصلنا مع الأطباء زملاء الراحل وعائلته، أكدوا لنا أنه كان يتعرض لضغوطات وقد منع من دخول المركز الجراحي، علما أنه متخصصة في الطب الجراحي، وهو الأمر الذي يطرح العديد من الأسئلة بخصوص الحادث”.
و أوضح الخاطب أن اللجنة الوطنية للأطباء المقيمين والداخليين “تتابع الملف بالتدقيق، وننتظر نتائج التحقيق” مبرزا أنه “لم يتم بعد تقديم أي إجابات بمجلس النواب بعد أن وجهت النائبة البرلمانية فاطمة التامني، عن فيدرالية اليسار سؤالاً كتابياً إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت الطالب، عن ظروف وملابسات الواقعة، وتساءلت البرلمانية “كيف لأطباء في طور الدراسة وأطباء في طور التخصص يعيشون ضغوطات يومية من طرف مؤطريهم، أن يكونوا أطباء متوازنين، وقادرين على التكفل العلمي والنفسي بمرضاهم بعد تخرجهم؟”، واعتبرت البرلمانية أن “من شأن ما يجري، أن يهدد سلامة التأطير الطبي ككل، والمشروع المجتمعي المتعلق بالمنظومة الصحية الوطنية التي يعلق عليها المغاربة آمالاً كبيرة”.
وفي ذات السياق أكد مصطفى بايتاس ، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة، خلال ندوة صحفية أعقبت المجلس الحكومي اليوم الخميس، أن قضية انتحار الطبيب ياسين رشيد أصبحت بيد القضاء مبرزا أن وزارة الصحة قامت بتفتيش داخلي ، وتمت دراسة هذه الحالة من مختلف الزوايا.