العيون: محمد سليماني
أصدر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون قرارا، يقضي بفتح بحث قضائي على خلفية قيام بعض الأشخاص المحسوبين على جبهة بوليساريو بتأسيس تنظيم سياسي يسعى للنيل من الوحدة الترابية للمملكة.
وقد جاء تحرك النيابة العامة، عقب تداول أخبار بشأن انعقاد ما سمي بالمؤتمر التأسيسي لـ «الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي». وأفاد الوكيل العام في بلاغ مقتضب أنه تم فتح البحث القضائي في الموضوع «بالنظر لما يشكله هذا العمل من مساس بالوحدة الترابية للمملكة، وما تضمنه من دعوات تحريضية صريحة على ارتكاب أفعال مخالفة للقانون الجنائي». ولم تفت الوكيل العام المناسبة، دون الإعلان صراحة عن أنه «سيترتب عن هذا العمل اتخاذ الإجراءات القانونية الملائمة لحماية النظام العام وترتيب الجزاء القانوني على المساس بالوحدة الترابية للمملكة، بما يحقق الردع العام والخاص لضمان حماية المقدسات الوطنية».
واستنادا إلى المصادر، فإن تحركات كبيرة شهدها ملف الصحراء المغربية خلال الأسابيع الماضية، ذلك أن مجموعة من المحسوبين على جبهة بوليساريو، والذين تتزعمهم أمينتو حيدار، قد أعلنوا قبل أسبوع عن تأسيس تنظيم معادي للمغرب انطلاقا من مدينة العيون، وذلك لمباشرة عمليات تستهدف النيل من المملكة المغربية، وعُهد برئاسته إلى أمينتو حيدار التي قامت بدورها قبل أيام من تأسيس هذا التنظيم بإعلان الحل النهائي لـ «تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان». وبررت ذلك بأن هذا التنظيم الحقوقي قد بات في حكم المنحل منذ سنوات بعد مقاطعة اجتماعاته من قبل البعض، والانفراد بالقرارات، وتوزيع العضوية دون الرجوع للمكتب، وغيرها من المبررات، التي لم تمر سوى أيام قليلة، حتى ظهر أن الأمر لا يعدو أن يكون مناورة محسوبة للانتقال من الواجهة الحقوقية، إلى الواجهة السياسية لإحراج المغرب.
ورغم إعلان حل الهيئة الحقوقية، إلا أن نائب الرئيسة المدعو علي سالم التامك، قد رفض هذا القرار جملة وتفصيلا، واعتبر أن تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان، ما زال مستمرا، وهو ما يكشف عمق الأزمة والخلاف ما بين الموالين للبوليساريو. ومن خلال المعطيات، فإن هؤلاء قد انقسموا منذ مدة إلى تيارات متصارعة فيما بينها حول الزعامة وأهلية القيادة وأحقية البروز على الساحة، بين من يعتبر نفسه معني مباشرة بالنزاع حول الصحراء، وبين من يعتبره الآخرون أنه غير معني بذلك، وأن مسقط رأسه، بمناطق غير معنية بالنزاع، الأمر الذي جعل البعض يشعر بتراتبية وتفاضل قزم من أدوارهم، وجعل البعض يبقى هو الآمر والناهي والمسير دون غيره.