شوف تشوف

الرئيسيةبانوراماتقارير

الوكالة الدولية لبحوث السرطان تعلن «الأسبارتام» مادة مسرطنة

تستعمل لتحلية المشروبات «الدايت» والعلكة وهذه الشركات هي الأقل تضررا من قرار منظمة الصحة العالمية

في خطوة قد تقلق عددا من شركات الأغذية، تعتزم منظمة الصحة العالمية لإعلان ووصف مادة التحلية «الأسبارتام» التي تتمتع بشعبية كبيرة، بمادة مسرطنة، أي مادة يمكن أن تثير السرطان. ويستخدم «الأسبارتام» في صناعة منتجات تتنوع بين المشروبات الغازية منخفضة السعرات الحرارية والعلكة بدون سكر وغيرها من المنتوجات البديلة للسكر.

 

سهيلة التاور

 

تعتزم الوكالة الدولية لبحوث السرطان إعلان «الأسبارتام»، أحد أكثر المُحليات الصناعية شيوعا في العالم، مادة مسرطنة محتملة في 14 من الشهر الجاري، مما يضع الوكالة التابعة لمنظمة الصحة العالمية في مواجهة مع صناعة الأغذية والجهات التنظيمية.

وستصدر منظمة الصحة العالمية تقريرين يقيمان سلامة مكون مادة «الأسبارتام» الشهر المقبل. ومن المتوقع أن يتضمن التقرير الأول مخاطر المادة المسببة للسرطان، في حين سيتضمن التقرير الثاني مخاطر الاستهلاك اليومي للمادة، وآثارها الضارة المحتملة الأخرى.

 

مادة بديلة للسكر أو مادة مسرطنة

يهدف قرار الوكالة، الذي خلصت إليه الشهر الماضي بعد اجتماع لخبراء من خارج الهيئة، إلى تقييم ما إذا كانت المادة تمثل خطرا محتملا أم لا، بناء على جميع الأدلة المنشورة. ودرس الخبراء أكثر من 1300 بحث، وتوصلوا إلى استنتاج مفاده أن هذا المُحلي قادر على إثارة الأورام في جسم الإنسان.

وفي الوقت نفسه، لا تستطيع الوكالة الدولية لبحوث السرطان تحديد جرعة «الأسبارتام» التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، لأن ذلك  يعتبر من تخصصات وكالة أخرى، وهي  لجنة المكملات  الغذائية (JEFCA)  التي اعترفت بأن الجرعة الآمنة من «الأسبارتام» تعادل 50 غراما لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميا.

وتأتي هذه النصيحة للأفراد من لجنة خبراء منفصلة تابعة لمنظمة الصحة العالمية بشأن المواد المضافة إلى الأغذية، إلى جانب قرارات الجهات التنظيمية الوطنية.

ومع ذلك، أثارت قرارات مماثلة لوكالة بحوث السرطان في الماضي، في ما يتعلق بمواد مختلفة، مخاوف المستهلكين بشأن استخدامها، وأدت إلى رفع دعاوى قضائية، وضغطت على الشركات المصنعة لإعادة صنع وصفات وإيجاد بدائل. وأدى ذلك إلى انتقادات بأن التقييمات يمكن أن تكون مربكة للجمهور.

بينما وصفت الرابطة الدولية للتحلية (ISA)، التي تضم جميع أشهر منتجي الصودا الحلوة، الدراسة بأنها غير مقبولة، لأنها أجرتها «وكالة غير معنية» وبناءً على «بيانات غير دقيقة».

وفي عام 1981، قالت لجنة الخبراء المشتركة أن «الأسبارتام» آمن للاستهلاك ضمن الحدود اليومية المقبولة. وتشاركت الجهات التنظيمية في عدد من البلدان منها الولايات المتحدة ودول أوروبية وجهة النظر تلك على نطاق واسع.

 

هل «الأسبارتام» خطير؟

 

يُباع «الأسبارتام» تحت الأسماء التجارية «NutraSweet» و«Equa»، وهو مكون من حمض الأسبارتيك والفينيل ألانين، وهما عبارة عن أحماض أمينية تسمى اللبنات الأساسية للبروتينات.

و«الأسبارتام» هو مُحل صناعي. تم تطويره لأول مرة في الستينيات وهو مُحل بحوالي 200 مرة من السكر، وهذا يعني أن هناك حاجة إلى غرام لكل غرام أقل من السكر لتحقيق نفس النتيجة الحلوة، مما يجعل المنتجات التي تحتوي عليه تحتوي على سعرات حرارية أقل، على عكس السكر، فإنه لا يرفع مستويات السكر في الدم، وبالتالي يمكن استخدامه كمصدر بديل للحلاوة لمرضى السكر.

وعند تناول مشروبات تحتوي على «الأسبارتام»، فإن الجسم يقوم بتكسيره على شكل ميثانول، إذ إن الكميات الصغيرة منه لا تُعد سامة أو مضرة، ومن الطبيعي أن ينتجه الجسم. وعادة ما يتم تصنيف المنتجات التي يتوفر عليها «الأسبارتام» على أنها خالية من السكر، ولا يوجد بها سعرات حرارية، أو ذات نسبة منخفضة، وأنها مناسبة للحمية، ومرضى السكري.

إلا أن الكميات الكبيرة منه لها تأثير عكسي قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان، حسب ما أشارت إليه دراسة أمريكية سنة 2015.

في حين أن العديد من الدراسات قد حددت أن «الأسبارتام» آمن في الاعتدال، فقد ربطت بعض الأبحاث بين استهلاك «الأسبارتام» والسرطان. خلصت إحدى الدراسات القائمة على الملاحظة لأكثر من مائة ألف بالغ في فرنسا إلى أن الأفراد الذين يستهلكون كميات أكبر من المحليات الصناعية ، وخاصة «الأسبارتام» ، لديهم خطر مرتفع قليلاً للإصابة بالسرطان.

وقد بحثت عشرات الدراسات في كيفية تأثير «الأسبارتام» على الدماغ والجسم. بينما أشارت الأبحاث إلى وجود ارتباط بين «الأسبارتام» وانخفاض إفراز «الدوبامين» و»السيروتونين»، وهي الهرمونات العصبية المسؤولة عن الحالة المزاجية.

وأظهرت بعض الدراسات أن «الأسبارتام» قد يسبب أيضًا الصداع والنوبات والاكتئاب. كما قد يؤدي استهلاكه أيضًا إلى الصداع والدوخة.

 

أطعمة تحتوي على «الأسبارتام»

في ما يلي بعض الأطعمة والمشروبات الشائعة التي تحتوي على «الأسبارتام»:

ـ المشروبات الغازية الخالية من السكر أو المشروبات الغازية المخصصة للحمية، بما في ذلك كوكا كولا دايت وبيبسي دايت

ـ علكة خالية من السكر، مثل لبان ترايدنت Trident

ـ مزيج شراب الدايت، بما في ذلك  Crystal Light

ـ الجيلاتين الخالي من السكر مثل الجل الخالي من السكر

ـ المُحليات بديل السكر التي تباع تحت الأسماء التجارية   Equal  وNutrasweet.

ومن المؤكد أن المحليات المحددة المستخدمة في المنتجات منخفضة السكر تختلف، وفي بعض الأحيان تقوم الشركات بتغيير مكوناتها. وللحصول على المعلومات الأكثر دقة، يجب على المستهلكين التحقق من قوائم المكونات على المنتجات الفردية لتأكيد ما إذا كانت تحتوي على «الأسبارتام» أم لا.

 

ماذا عن كوكا كولا دايت؟

يرى محللون أن شركة كوكا كولا لن تتأثر بقرار وكالة الصحة العالمية التي خلصت إلى أن التحلية الاصطناعية المستخدمة في كوكا كولا دايت، الأسبارتام، على أنها مادة مسرطنة محتملة، وذلك بفضل حجم إنتاجها الضخم منذ عقود.

هذا التصنيف للمادة المضافة الشائعة من قبل الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابع لمنظمة الصحة العالمية يمكن أن يدفع المستهلكين وشركات الأغذية وتجار التجزئة والمطاعم إلى اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانوا سيقاومون أو يجدون بدائل.

لكن بالنسبة لشركة كوكا كولا، التي شكلت منتجاتها منخفضة السعرات الحرارية ثلث إجمالي حجم بيعها في عام 2022، قال المحللون إن التحول إلى محلي طبيعي قد يكون أسهل من العديد من الشركات الأخرى التي تستخدم «الأسبارتام».

وقال تشارلي هيغز، الشريك المساعد في Redburn Ltd، شركة أبحاث السلع الاستهلاكية: «تمتلك شركة Coca-Cola أحد أفضل أنظمة الإنتاج والتوزيع على مستوى العالم… الذين اجتازوا بنجاح الكثير من العقبات في الماضي، مثل ضرائب السكر وإعادة الصياغة المرتبطة بذلك».

وفي الماضي ، قام صانعو المشروبات مثل Coca-Cola وPepsiCo بتعديل تكوين مكوناتهم للتوافق مع التغييرات السياسية المتطورة.

كما قامت الشركات في عام 2012 بتعديل عملية تصنيع تلوين الكراميل في الكولا الخاصة بهم لتلبية متطلبات مبادرة الاقتراع في كاليفورنيا التي تهدف إلى الحد من تعرض الناس للمواد الكيميائية السامة.

وقال محلل السوق Grzegorz Drozdz في شركة الاستثمار Conotoxia Ltd إن التحول من «الأسبارتام» إلى تحلية طبيعية قد يؤثر على الربحية قصيرة الأجل لشركة Coca-Cola، لكنه لن يؤدي إلى انخفاض حاد في نموها وذلك بسبب تاريخ إنتاجها.

ومع ذلك، يمكن لشركة PepsiCo أن تتفوق على منافستها لأنها ابتعدت عن «الأسبارتام» إلى مزيج من «السكرالوز» و»أسيسولفام البوتاسيوم» في وقت سابق، وفقًا لـ CFRA Research.

وكانت الشركة قد استبدلت لأول مرة المادة المضافة، «الأسبارتام»، من بعض المشروبات الغازية الدايت في الولايات المتحدة في عام 2015، لكنها أعادتها في بعض المنتجات بعد عام فقط. ورجعت لإزالتها مرة أخرى في عام 2020.

 

 

نوافذ

وصفت الرابطة الدولية للتحلية (ISA)، التي تضم جميع أشهر منتجي الصودا الحلوة، الدراسة بأنها غير مقبولة، لأنها أجرتها «وكالة غير معنية» وبناءً على «بيانات غير دقيقة»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى