رفضت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات –
قطاع الصيد البحري، طلب المهنيين ومنتخبي الصيد البحري بغرفة الصيد البحري
الأطلسية الوسطى، بفتح مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة شمال ميناء طانطان.
وأضحت الوزارة في مراسلة إلى رئيس غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى، أن
مصيدة شمال ميناء طانطان التي يمنع الصيد بها خلال فترتين كل سنة على مسافة
8 أميال بحرية منذ 2017، تضم مناطق التفريخ ومناطق تركيز صغار الأسماك.
وقد مكن هذا التدبير حسب الوزارة من تحسين حالة مخزون السردين في المنطقة
الوسطى خلال السنوات الماضية.
وأضافت الوزارة في مراسلتها إلى أن حالة المخزون الراهنة تتطلب تعزيز
التدابير الرامية إلى حماية فترات التبييض وحماية صغار الأسماك من أجل ضمان
مردودية جيدة خلال المواسم المقبلة، الأمر الذي يتطلب الإبقاء إلى إجراء
إغلاق هذه المصيدة في وجه أساطيل الصيد.
وكانت غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى، قد راسلت الوزارة بتاريخ ثاني
غشت الجاري، تطالب فيها بضرورة فتح مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة شمال
ميناء طانطان في وجه أسطول الصيد البحري العامل بميناء طانطان، وذلك بسبب
الأزمة الخانقة التي تعيشها المصيدة الجنوبية. كما خيمت وضعية مصيدة
الأسماك السطحية الصغيرة على أشغال الدورة العادية لغرفة الصيد البحري
الأطلسية الوسطى التي حضرها مدير مديرية الصيد البحري.
وكشف رئيس الغرفة في كلمته الافتتاحية خلال آخر دورة للغرفة أن مصيدة
الأسماك السطحية الصغيرة تعيش أزمة غير مسبوقة، ما دفع الغرفة إلى إدراج
وضعيتها الراهنة ضمن جدول أعمال هذه الدورة رغبة من المكتب في فتح نقاش جاد
ومسؤول مع جميع الأطراف حول مستقبل هذه المصيدة وأزمتها الحالية التي تنذر
بكارثة اقتصادية واجتماعية.
وكشف رئيس الغرفة فؤاد بنعلالي أن فهم الوضعية الحالية للمصيدة وتجلياتها
والعمل على حلول مبتكرة يعد أمرا حاسما وضرورة ملحة لضمان استمرارية هذه
المصيدة والمحافظة على المنظومة الاقتصادية المرتبطة بها، خصوصا في ظل
التطورات الأخيرة المتعلقة بالانهيار الكبير الذي شهدته مفرغات سمك السردين
مع ما نتج عن ذلك من أزمات مالية خانقة للمجهزين، الذين يعانون من الارتفاع
المهول لتكاليف الإنتاج وتراكم الديون.
وحسب المعطيات، فإن الأزمة الحالية للأسماك السطحية الصغيرة، وخصوصا
السردين، هي نتيجة طبيعية لسنوات من الضغط الكبير على المخزون C، ذلك أنه
تم تسجيل منذ سنة 2018 إلى 2023 تراجعا في الإنتاج السمكي وخاصة السردين،
وهو ما أدى إلى تراجع في الكتلة الحيوية بنسبة تقدر ب 25 في المائة على
مستوى إجمالي الأسماك السطحية الصغيرة، وتسجيل تراجع بنسبة 41 في المائة من
مخزون السردين لوحده.