حسن البصري:
في غمرة الصراع القائم بين الوداديين والأهلاويين حول الزعامة الكروية القارية، يتحدث الجزائريون عن توغل مغربي في أجهزة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ويضربون كفا بكف كلما وجدوا أنفسهم خارج دائرة القرار.
يمارس الإعلام الجزائري ضغطا رهيبا على رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، يطالبونه باحتلال مقعد في جهاز «الكاف»، حتى لا يظل دور الجزائر مقتصرا على التصويت والتصفيق.
اعتقد حكام الجزائر أن وجود حليفهم الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي على رأس «الكاف» سيعبد الطريق أمامهم في أجهزة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وسيساعد رئيس الاتحاد الجزائري جهيد زفيزف على كسب مقعد في الكونفدرالية خلال الجمع العام الاستثنائي شهر يوليوز القادم في كوتونو. لكن المنافس الليبي الحكم عبد الحكيم الشلماني حسم الأمر وبات المرشح الأوفر حظا للمنصب الشاغر.
حاول بعض السياسيين الدفع برئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم إلى خط النار، وقالوا له: «جاهد يا جهيد واضرب بالرصاص الحي وطالب بنقل مقر «الكاف» من القاهرة إلى الجزائر، وهدد بتقليص عدد المغاربة الجاثمين على كراسي اللجان الدائمة، ففي عهدك يضرب مسلسل النكبات الكرة الجزائرية، وملف الترشيح لاحتضان كأس إفريقيا 2025 في كف عفريت، والإخفاقات الكروية المتتالية لكل المنتخبات الجزائرية عنوان المرحلة. استيقظ يا زفيزف وإذا عجزت عن كسر شوكة المغرب فانسحب». حينها تبين أن المغرب شوكة حقيقية في قدم الكرة الجزائرية.
يتجاوز عدد المغاربة الحاضرين في دواليب «الكاف» عشرة أفراد، منهم من يتواجد في دائرة القرار ومنهم من يتقمص دور الكومبارس، لكن في الجبهة الأولى يقف لقجع والحجوي والسجلماسي وهيفتي والمختاري وفتحي. وهناك أفراد انتهت صلاحيتهم في المشهد الكروي المغربي ولازالت أسماؤهم حاضرة في تركيبة «الكاف» ولو في دكة الاحتياط. أبرزهم مصطفى حجي المطاح به ويحيى حدقة، دون أن ننسى الإعلاميين المغاربة الذين يشغلون مهاما موسمية في «الكاف».
لكي تحظى بشرف الحصول على موقع قدم في لجان «الكاف»، يجب أن تكون اسما مقترحا من اتحادك المحلي، وتنعم بتزكية من عضو أو أكثر في المجلس التنفيذي، وتملك سيرة ذاتية ثقيلة، وأن يرضى عنك موتسيبي، وتظهر نباهتك كلما نظم بلدك تظاهرة قارية. أما طبيعة اللجنة والمهام فتلك حكاية أخرى.
آخر المغاربة الملتحقين بلجان «الكاف» هو حمزة الحجوي، الذي ارتفعت قيمته في بورصة «الكاف» حين أدار تظاهرات قارية داخل المغرب وخارجه بنجاح، رغم أن الجميع استغرب لتدخله في خريبكة مؤخرا حين اعترف بأنه يزور هذه المدينة لأول مرة في حياته.
فهم المغاربة جدوى الحضور في مراكز القرار، وتبين لهم أن سياسة الكرسي الفارغ تجعلك تحت رحمة الدماغ الفارغ، وأن التوجه الجديد يبدأ بتكثيف الحضور المغربي في مراكز القرار، وإشراك الأطر الوطنية المؤهلة في تدبير وتسيير مؤسسات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والقطع مع المرحلة السابقة، التي كنا فيها مجرد مستهلكين لا منتجين.
في سنة 1988 انتخب عيسى حياتو رئيسا للاتحاد الإفريقي لكرة القدم خلفا للإثيوبي تيسيما، نال الكاميروني دعم ومساندة المغرب، وفي بيت عبد اللطيف السملالي وزير الرياضة زف عيسى رئيسا للكاف، وما أن اشتد عوده حتى «جر» المغرب للمحكمة الرياضية الدولية في ما يعرف بقضية «إيبولا».
لم ينس المغاربة تنكر حياتو، فساندوا الملغاشي أحمد أحمد ونصبوه رئيسا للكاف من قلب أديس أبابا، قبل أن يحصل انقلاب أبيض حمل موتسيبي رئيسا جديدا.
أغلب الجالسين على كراسي جهاز «الكاف» يحلمون بمناصب سياسية كبرى، موتسيبي يفكر في ترك الكرة لرئاسة الحكومة، والتونسي وديع الجريء لا يرى مانعا في خلافة قيس سعيد، بعد أن استنفد هذا الأخير لياقته. وكثير من أعضاء «الكاف» مدنيين وعسكريين يعلمون أن الوجاهة الكروية معبر آمن للحكومة.