العيون: محمد سليماني
حوّلت النيران سيارة طرود (هوندا)، والمعروفة محليا بالعيون باسم «كوير» إلى هيكل حديدي، وذلك بعدما اندلع حريق مهول في هذه العربة، أول أمس السبت، وسط حي «الحشيشة» بالعيون.
واستنادا إلى المعطيات، فقد اشتعلت النيران في العربة، بعد انفجار كبير هز سكون المكان، ما أثار الرعب في نفوس قاطني المنطقة التي كانت فيها السيارة، فيما نجا السائق بأعجوبة، حيث قفز من المركبة، وتركها، إذ تحولت بسرعة فائقة إلى هيكل حديدي متآكل، بعدما أتت النيران عليها بالكامل في ظرف وجيز.
وتعود أسباب هذا الحريق إلى غاز البوتان، ذلك أن هذه السيارة يقوم مستغلها بتشغيلها بقنينات غاز البوتان بدل البنزين، لذلك وبسبب خلل ما انفجرت القنينة، فاندلعت النيران في المحرك وفي باقي أجزاء السيارة.
وحسب المعلومات، فليست هذه هي المرة الأولى التي تنفجر فيها سيارة «هوندا» في الشارع العام بمدينة العيون، حيث أصبحت هذه الظاهرة تتكرر بشكل مستمر ودائم، الأمر الذي أضحى يقلق راحة المارة والسكان، ذلك أن هذا النوع من العربات التي يستعملها أصحابها في نقل الزبناء شبيهة بسيارات الأجرة من الصنف الثاني، لكن تشغيل محركاتها بقنينات غاز البوتان بدل البنزين فيه مخاطر كبيرة جدا، لكون هذه المركبات أضحت قنابل موقوتة تتجول في شوارع المدينة، مهددة سلامة المارة والركاب في كل لحظة وحين.
فقبل أسابيع فقط، انفجرت قنينة غاز داخل «هوندا» بمنطقة «الجامع» بحي العودة وسط مدينة العيون، ما خلف حالة من الهلع والخوف، بعدما حولت النيران هذه العربة إلى هيكل حديدي. وقد توقفت حركة السير بالمكان الذي عرف هذه الحادثة، كما ابتعد المارة عن مكان الحريق، خوفا من تطاير أي شظايا أو انفجار محتمل.
واستنادا إلى المعطيات، فإن العناصر الأمنية المكلفة بتنظيم السير والجولان بالعيون تباشر بين الفينة والأخرى حملات مكثفة ضد سيارات «لكويرات»، التي تقوم بنقل المواطنين ما بين أحياء المدينة، حيث يتم إيداع عشرات السيارات بالمحجز الجماعي. وجاءت هذه الحملات الأمنية، بعد احتراق مجموعة من هذه السيارات في الشارع العام، على إثر اشتعال النيران فيها، ذلك أن سائقي هذه المركبات يشغلونها بقنينات غاز البوتان، بدل البنزين.
ومن أجل التصدي لهذه الظاهرة، فقد استصدر المجلس الجماعي للعيون خلال دورة سابقة قرارا تنظيميا تمت المصادقة عليه بالإجماع، يقضي بمنع سير وجولان السيارات والمركبات ذات محرك المستعملة لغاز البوتان بصفة عامة، بما في ذلك سيارات «لكويرات»، وذلك نظرا إلى ما تشكله هذه المركبات من خطورة دائمة على صحة وسلامة مستعملي الطريق خاصة، وعلى سكان المدينة بصفة عامة، سواء كان راجلين أو راكبين، وهو القرار المحال على الأجهزة الأمنية لتنزيله.
وأثار هذا القرار الجماعي غضب سائقي وأرباب سيارات «لكويرات»، حيث دخلوا في وقفات احتجاجية واعتصامات متتالية داخل المدينة وخارجها، بعدما أصبحوا مطاردين من طرف عناصر الشرطة، وذلك تطبيقا لمقرر المجلس الجماعي، إلا أنه لم يتم التجاوب مع احتجاجاتهم، خصوصا وأن نقل هذه المركبات للركاب غير قانوني، رغم أنها هي الوحيدة التي تؤمن نقل الركاب نحو أحياء العيون الشرقية الموجودة في أطراف المدينة، لكون سيارات الأجرة الصغيرة لا تصل إلى هذه الأحياء، ثم إن سيارات الأجرة الكبيرة غير موجودة بوسط المدينة. وبحسب المصادر، فإن بعض أرباب هذه المركبات يعمدون إلى تشغيلها بواسطة قنينات غاز البوتان، بدل البنزين، وذلك من أجل توفير هامش ربح كبير، على اعتبار أن قنينات الغاز أقل ثمنا من البنزين، إضافة إلى أن هذه القنينات تدوم مدة أطول.